تقرير - خاص للأقصى
في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها العالم على مدار التاريخ، شنت طائرات الاحتلال الصهيوني النازي، اليوم، الثلاثاء، سلسلة غارات استهدفت خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس.
فقرابة الساعة 1 فجرًا، شنت طائرات الاحتلال بما لا يقل عن خمسة صواريخ ارتجاجية مدمرة، غارات عنيفة، بجوار مسجد عثمان بن عفان خلف المستشفى البريطاني جنوب غرب مدينة خانيونس.
وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني، فإن الغارات العنيفة دفنت ما لا يقل عن 20 خيمة مأهولة بالنازحين الآمنين بالرمال، مشكلة ثلاث حفر بعمق 9 أمتار بالأرض.
وفي تحديث أولي، قال مراسلنا جمال عدوان: إن الغارات الهمجية المفاجآة أدت لتمزيق أجساد المواطنين، وإذابة أجسادهم ودفن بعضهم بالرمال.
وبين أن طواقم الدفاع المدني وصلت للمكان وباشرت منذ اللحظات الأولى أعمال انتشال الشهداء والمصابين، إلا أنها واجهت صعوبات كبيرة، بسبب نقص الإمكانيات وعدم وجود مصدر ضوء، إضافة لمشهد الدمار الكبير الذي خلفه الاستهداف.
وأوضح ان الطواقم استطاعت انتشال 65 مواطنا ما بين شهيد ومصاب، مشيرًا إلى أن الإصابات كانت ممزقة والكثير منها تعرض أصحابها لبتر الاطراف.
وتابع نقلا عن الدفاع المدني أن هناك عددًا من المفقودين لم تستطع الطواقم من الوصول إليها بسبب ذوبان أجسادها بفعل الصواريخ الحارقة المدمرة، وأن عددا آخر من الجثث دفن في أعماق الأرض من هول الضربة.
رعب وهلع
من جهته بين مراسلنا هاني المغاري، أن الجريمة استهدفت تجمعًا لخيام النازحين، الذين كانوا يعتقدون أنهم آمنون في منطقة ادعى الاحتلال أنها إنسانية أمنة.
وأكد أن المواطنين صدموا من هول الجريمة، وأصيبوا بنوبات من الهلع والذعر والخوف وسط صرخات الأطفال والنساء، وخرجوا من خيامهم يتفقدون أنفسهم وكثير منهم اكتشف أنهم تعرضوا للإصابات، مشيرًا إلى أن المشهد كان مهولًا.
وبين أن الكثير من العائلات فقدت بأكملها نتيجة هذا الاستهداف الغادر ولم يعد لها أي أثر، موضحًا أن طواقم الدفاع المدني واجهت صعوبات بالغة في انتشال الشهداء وإنقاذ المصابين بسبب اندلاع حريق كبير في المكان ووجود حفر عميقة جدًا وسط نقص كبير في الإمكانيات.
وتابع: نحن امام واحدة من أبشع المجازر على الإطلاق منذ بداية العدوان الهمجي على قطاع غزة، إذ اختفت جثثا ولم يعد لها أي أثر وسجلت في عداد المفقودين.
الاحتلال يكذب
وفي أكذوبة جديدة من أكاذيب الاحتلال، سارع المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال المزعوم بمحاولة التبرير للجريمة الشنيعة، بادعائه بانهم استهدفوا موقعا للسيطرة والتحكم تابع لحركة حماس!
الاكذوبة الجديدة باتت واضحة ولا تنطلي على أحد، فحركة حماس أكدت في بيان رسمي عدم وجود أي من عناصرها في المكان، مبينة أن الاحتلال عاد للكذب مجددا للتغطية على جريمته مكتملة الأركان.
وفي السياق قال الكاتب والمحلل السياسي توفيق طعمة لقناة الأقصى: إن الاحتلال لم يعد لديه أي أهداف عسكرية لذلك يلجأ لاستهداف المدنيين العزل الآمنين في محاولة فاشلة منه للضغط على الجبهة الداخلية.
وبين طعمة أن الاحتلال الكاذب يبرر لنفسه جرائمه البشعة ويدعي زورا وكذبا وبهتانا وجود مقاومين وهو يعلم أن المقاومة لا يمكن أن تتواجد في أماكن نازحين!
واكد أن هذه الجريمة هي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الآمنين في خيامهم.
مجازر مستمرة
ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، يتعمد الاحتلال ارتكاب مجازر بشعة بحق المدنيين، وليس بدءًا من مجزرة مستشفى المعمداني التي راح ضحيتها أكثر من 500 شهيد، وكذلك مجرزة مسجد التابعين التي استهدف فيها المصلين أثناء أدائهم صلاة الفجر، وصولًا لهذه الجريمة البشعة بحق الآمنين في خيامهم.
ويريد الاحتلال من هذه المجازر الدموية أن يضغط على المقاومة من خلال استهدافه المدنيين في محاولة فاشلة منه لضرب الحاضنة الشعبية وتقليب الجبهة الداخلية.
ورغم بشاعة مجازره إلا أن الشعب الفلسطيني يواصل التفافه نحو خيار المقاومة، مؤكدًا أنها خياره الوحيد لانتزاع حقوقه وإيقاف هذا الاحتلال الهمجي عند حده.