
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عن إبلاغ سلطة عباس للولايات المتحدة الأمريكية بأنها مستعدة للاشتباك مع حركة حماس، إذا كان هذا هو الثمن اللازم للاستيلاء على السلطة في قطاع غزة، من خلال عرض تقديمي لمبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
وقال مصدر فلسطيني للموقع؛ أن الخطة عُرضت على ستيف ويتكوف خلال اجتماع في الرياض مع حسين الشيخ، المسؤول الفتحاوي الكبير الذي تم طرحه كخليفة لرئيس السلطة محمد عباس، حيث تتضمن خطة السلطة أن يحكم قطاع غزة لجنة أغلبيتها من خارج القطاع، فيما أكد المصدر، أن اللقاء بين مبعوث ترامب للشرق الأوسط والشيخ تم بتسهيل من المملكة العربية السعودية بناء على طلب السلطة، بعد أن رفض ويتكوف مقترحاتها للقاء في رام الله بالضفة المحتلة.
وفي وقت لاحق، سافر ويتكوف إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن لديه أي تحفظات بشأن القيام بزيارة إلى قطاع غزة، ليصبح أول مسؤول أمريكي يزور غزة.
وقال المصدر؛ أن السعودية توسطت في الاجتماع بين الولايات المتحدة الأمريكية وسلطة عباس، لكنها لم تراجع الخطة قبل أن تعرضها السلطة على ويتكوف.
من جانبه قال مسؤول دفاعي أمريكي كبير؛ أن الدعم الذي قدمته سلطة عباس لإدارة ترامب بأنها مستعدة للصراع مع حماس تم قمعه، وقال لموقع ميدل إيست آي؛ أن الأمر يبدو "وهميا"، مضيفا أنهم سيحتاجون إلى دعم عسكري، وربما قوات من دول عربية أخرى أو مقاولين من القطاع الخاص.
وبحسب الموقع: "لقد أحرجت حماس الاحتلال والسلطة بإظهار دعمها العلني لها في غزة وتنظيمها العسكري خلال عمليات تبادل الأسرى، التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة على مدى الأسابيع القليلة الماضية، فقد تحركت وحدات حماس العسكرية بحرية في غزة، ونجحت في تأمين عمليات تبادل أسرى منظمة بشكل جيد أمام حشود فلسطينية مبتهجة، بينما كان هدف الحرب المعلن لإسرائيل هو القضاء على حماس بحسب تقرير الموقع."
وأوضح "ميدل آيست أي"، أن هذه المظاهرات فرضت ضغوطا هائلة على سلطة عباس، التي اعتبرها معظم الفلسطينيين في الضفة المحتلة فاسدة ومتعاونة مع الاحتلال، قائلا :" والآن، تقاتل السلطة الفلسطينية بشدة حتى لا يتم تهميشها تماما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فمنذ أوائل كانون الأول/ ديسمبر، كانت السلطة الفلسطينية تحاصر مخيم جنين للاجئين، وتهاجم مقاتلي المقاومة الفلسطينية".
ووصفت تهاني مصطفى، المحللة البارزة للشؤون الفلسطينية في مجموعة الأزمات الدولية، الهجوم بأنه "مهمة انتحارية" ومحاولة أخيرة لإثبات أن السلطة الفلسطينية لا تزال قادرة على ممارسة القوة الصارمة، السلطة الفلسطينية قلقة من أنه إذا كانت هناك إدارة جديدة في غزة وليست تابعة لها، فإن كل تمويلها سوف يتم توجيهه بعيدا. ومخاوفهم النهائية هي أن مركز الثقل السياسي سوف ينتقل من الضفة إلى غزة، مما يتركهم في وضع حرج".
وخلال فترة ولايته الأولى، خفض ترامب مستوى العلاقات الدبلوماسية مع سلطة عباس بإغلاق القنصلية الأمريكية للفلسطينيين في القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة.
وبلغت هذه التوترات ذروتها عندما قرر ترامب قطع المساعدات عن سلطة عباس، وطرح كوشنر اقتراحا بتهجير الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة في آذار/ مارس2024، فيما كشف مسؤول أمريكي كبير سابق لموقع ميدل إيست آي؛ أن سلطة عباس من المرجح أن تواجه تحديا صعبا في الحصول على دعم إدارة ترامب.