كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن تفاصيل اعتقال مؤلمة ووحشية تعرضت لها الأسيرة فاطمة عمارنة، القابعة في سجن الدامون.
و قالت الهيئة، إن "في الرابع من أيلول/سبتمبر الماضي، عند الساعة التاسعة مساءً كانت فاطمة عمارنة (44 عامًا) من مدينة جنين، خارجة من المسجد الأقصى، و تفاجأت بقيام أحد جنود الاحتلال بركلها بقدمه مدعيّا أنها حاولت طعنه، ثم هجمت عليها مجموعة من قوات الاحتلال، و قاموا بضربها بشكل مبرح حتى فقدت الوعي، لتجد نفسها بعد ذلك مكبلة اليدين داخل جيب عسكري، محاطة بالمجندات".
وتابعت: "فيما بعد تم نقل الأسيرة إلى مركز تحقيق القشلة، ليكمل ضابط التحقيق مسلسل التعذيب، حيث انهال عليها بالضرب وحاول ترهيبها وانتهاك خصوصيتها بنزع حجابها عن رأسها، في حين قامت المجندات بعد ذلك بتفتيشها تفتيشا عاريًا عدة مرات".
ونقلت الهيئة عن لسان الأسيرة: "وضعوني في البوسطة وكانوا يخبطون على جسدي بشدة، تارة يسيرون بسرعة ثم يتوقفون فجأة، حيث نقلوني من مكان إلى آخر كثيرًا؛ بهدف ضغطي و إزعاجي".
وأشارت عمارنة: "المجندات أحكمن القيود بشدة على يديّ بهدف إيذائي، ومنهم من كان يدفعني ويركلني ويضربني، ومزقوا لي جلبابي، وبعدها نقلوني لسجن الرملة، ومكثت فيه دون طعام، وضعوني في ما بعد بزنزانة انفرادية لوحدي".
وحول ظروف الزنزانة، قالت الأسيرة إنها "صعبة وقاسية: سرير عليه فرشة جلدية رقيقة وسخةورائحتها نتنة، دون وسادة وبطانية، والمرحاض كان عبارة عن فتحة في الأرض مقرف ورائحته كريهة لا تحتمل، بعدها تم نقلي إلى الدامون، حيث ما زالت آثار الكدمات على جسدي من شدة الضرب الذي تلقيته أثناء الاعتقال ولا زالت على ملابسي آثار الدماء، وخسرت من وزني أكثر من 2 كيلو خلال 3 أيام ..ما حدث معي كان حلمًا غير متوقع".
وكانت عمارنة في رحلة ضمن مجموعة نسائية لزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه الاثنين الماضي، وهو ما اعتادت عليه طوال سنوات مضت، وضمن مبادرة نسوية للرباط في باحات الأقصى.
لكن زيارة فاطمة عمارنة هذه المرة انتهت باعتقالها بعد الاعتداء عليها بشكل همجي بتهمة محاولة طعن أحد جنود الاحتلال بالقرب من باب حطة في البلدة القديمة للقدس.