أكدت "هيومن رايتس ووتش" أن قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت جرائم كبيرة بحق الأطفال الفلسطينيين، خلال الشهور الماضية، تضمنت عمليات قتل وإعدام ميداني.
وقالت: "إن العام الماضي كان الأكثر "دموية" في سياق عدوان الاحتلال على الأطفال الفلسطينيين، في الضفة، خلال 15 عاماً الماضية.
وأضافت "أن الاحتلال مستمر خلال العام الحالي في نفس الوتيرة من الإجرام أو قد يتجاوزها، وأشار إلى أن 23 طفلاً فلسطينياً استشهدوا حتى تاريخ 22 آب/ أغسطس".
وأوضحت، أنها حققت في أربع عمليات قتل أطفال فلسطينيين من قبل جيش الاحتلال في الفترة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 وآذار/ مارس 2023.
وأشارت إلى قضية استشهاد الطفل محمود السعدي (17 عاما)، برصاص قوات الاحتلال خلال سيره إلى المدرسة قرب من مخيم جنين للاجئين في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وقالت: "لم يتطرق الجيش الإسرائيلي إلى مقتله على وجه التحديد، لكنه قال إن قواته كانت تجري اعتقالات في المخيم، تم خلالها تبادل إطلاق النار مع مقاتلين فلسطينيين. إلا أن أقرب تبادل لإطلاق النار وقع في أحد منازل المقاتلين المزعومين، على بعد حوالي 320 مترا من مكان إطلاق النار على محمود، بحسب تصريحات السكان".
وأضافت: "وقف محمود على جانب الطريق، منتظرا توقف أصوات إطلاق النار من بعيد، ولم يكن يحمل أي سلاح أو مقذوفات، بحسب قول أحد الشهود، وما أظهره فيديو لكاميرا مراقبة اطلعت عليه هيومن رايتس ووتش. قال الشاهد إنه بعد توقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، أصابت محمود طلقة واحدة أُطلقت من مركبة عسكرية إسرائيلية على بعد حوالي 100 متر. قال الشاهد إنه لم يكن هناك أي مقاتلين فلسطينيين في المنطقة. قُتل محمود على مقربة من الشارع الذي قتلت فيه قوات الاحتلال الصحفية شيرين أبو عاقلة".
وفي قضية استشهاد الطفل محمد السليم (17 عاما)، قالت المنظمة إنه "أصيب برصاصة في ظهره أثناء هروبه من جنود الاحتلال بعد قيام مجموعة من أصدقائه بإلقاء حجارة، وبحسب ادعاءات، زجاجات حارقة على آليات عسكرية دخلت قرية بالقرب من مسقط رأسه في عزون، أصيب ثلاثة أطفال آخرين أيضا برصاص رشاش أثناء فرارهم"، حسب وصفها.
وفي قضية أخرى، أضافت: "أطلق قناص إسرائيلي النار على وديع أبو رموز (17 عاما)، من الخلف أثناء تواجده مع مجموعة من الشبان يرشقون الحجارة ويطلقون الألعاب النارية على سيارات الشرطة في القدس حوالي الساعة 10 مساء 25 يناير/كانون الثاني 2023، بحسب شاهدين. أصيب فتى آخر في المجموعة بالرصاص. قيّدت قوات الاحتلال وديع بسريره في المستشفى، وضربته ومنعت أقاربه من زيارته، واحتجزت جثمانه لأشهر بعد وفاته، وطالبت عائلته بدفنه بهدوء في الليل".
وتابعت: "في كل الحالات أطلقت قوات الاحتلال النار على الجزء العلوي من أجساد الأطفال، دون إصدار إنذارات أو استخدام وسائل شائعة أقل فتكا كالغاز المسيل للدموع أو قنابل الصوت أو الرصاص المطاطي، وفقا لشهود عيان".
وأضافت: قُتل آدم عيّاد (15 عاما)، برصاصة قاتلة من الخلف في مخيم الدهيشة للاجئين في 3 يناير/كانون الثاني بينما كانت مجموعة من الفتيان تقذف الحجارة وزجاجة حارقة واحدة على الأقل على القوات الإسرائيلية، قال شهود إن القناص أطلق النار أيضا على صبي عمره 13 عاما وأصابه".
وأشارت إلى تقرير أصدرته "هآرتس" العبري في كانون الثاني/ يناير الماضي كشفت فيه أن "جيش الاحتلال سمح للجنود إطلاق النار على الفلسطينيين الفارين إذا كانوا قد ألقوا حجارة أو زجاجات حارقة سابقا"، حسب وصفها.
وأضافت أن قوات الاحتلال قتلت ما لا يقل عن 614 فلسطينيا، في قطاع غزة والضفة، صنفتهم "الأمم المتحدة على أنهم مدنيين" خلال هذه الفترة، وتابعت: لكن ثلاثة جنود فقط أدينوا بقتل فلسطينيين وحُكم عليهم جميعا بأحكام قصيرة بالخدمة العسكرية المجتمعية.