حسم أمين سرّ منظمة التحرير، حسين الشيخ، موضوع مشاركة وفد السلطة الفلسطينية في قمة "شرم الشيخ" الأمنية التي تُعقد في مصر، بالقول إنّ وفدًا فلسطينيًا سيشارك في الاجتماع.
وذلك مقابل حالة تخبّط وعدم وضوح في مواقف قيادات فتحاوية حيال المشاركة التي تأتي استكمالًا لاجتماع العقبة الذي عقد في 26 شباط/ فبراير المنصرم.
ويعقد الأحد اجتماع أمني خماسي في شرم الشيخ بمصر، استكمالًا لاجتماع العقبة، وعلى الجانب الآخر من هذا المشهد تمرّ القيادة الفلسطينية بمنظمة التحرير بموقف "متخبط" حيال موقف المشاركة في الاجتماع من عدمها.
وقال حسين الشيخ في تغريدة على "تويتر" صباح السبت، إنّ الوفد الفلسطيني يشارك في اجتماع شرم الشيخ، بهدف الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، والمطالبة بوقف العدوان الصهيوني المتواصل، ووقف كافّة الإجراءات والسياسات التي تستبيح دمه وأرضه وممتلكاته ومقدساته.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن حركة فتح، عزام الأحمد، والذي قال: "حتى الآن لم تقرر المشاركة في لقاء شرم الشيخ، وعندما يحصل الاجتماع تكلّموا معي".
ورفض الأحمد الإجابة على سؤال ما إذا كانت السلطة الفلسطينية تتعرّض لضغوط خارجية للمشاركة بالاجتماع، بحجّة تواجده خارج البلاد.
وخلافًا لردّ الأحمد، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن جبهة النضال الشعبي، أحمد المجدلاني "أن السلطة الفلسطينية ستشارك بالاجتماع. وتساءل: "هل الاجتماع سرّي مثلًا؟! الجانب الفلسطيني سيشارك وأعلن أنه سيشارك بالاجتماع".
وحول إشراك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بقرار المشاركة، أفاد المجدلاني: "كل اجتماع لازم اللجنة التنفيذية تحضره أو تقرر فيه! لم يحصل اجتماع اللجنة التنفيذية ليطرح الموضوع، هذه قضايا سياسية يوميّة لا تحتاج لنقاش، والمشاركة وعدم المشاركة ليس بحاجة لاجتماع".
من جانبه أوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن الجبهة الديمقراطية، رمزي رباح أن موقف حزبه رافضٌ للمشاركة في اجتماع شرم الشيخ إذ يأتي انعكاسًا للضغوط الأمريكية، بهدف حماية الاحتلال من جانب، والقضاء على المقاومة الجماهيرية والمسلّحة من جانب آخر.
وحسب رباح فإن "الرئيس عباس تجاهل دعوة القوى اليسارية في اللجنة التنفيذية لاجتماع عاجل بعد لقاء العقبة"، مبيّنًا أن قرار المشاركة في اجتماعي "العقبة" و"شرم الشيخ" لم يؤخذ بشكل ائتلافي بالهيئات الفلسطينية في اللجنة التنفيذية أو غيرها، وبالتالي هو غير ملزم لهم وللقوى المعارضة في المنظمة.
ووصف رباح ما حصل بقرارات اللجنة التنفيذية من وقفٍ للتنسيق الأمني والدعوة لحوار وطني شامل بـ "الاختراق" من قبل مطبخ سياسي في السلطة الفلسطينية، وأن حزبه سيتخذ خطوات على الأرض بالتحرك الجماهيري مع الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني، من خلال مسيرة رافضة غدًا الأحد، تزامنًا مع انعقاد الاجتماع.
فيما قال مصدر قيادي في حركة فتح إن الموقف الأقرب للقيادة الفلسطينية هو عدم التوجه لاجتماع شرم الشيخ، حيث لم تفض مخرجات اجتماع العقبة لنتائج عملية تلتزم بها الولايات المتحدة الأمريكية وأن الموقف العلني بالمشاركة أو المقاطعة، سيكون أكثر وضوحًا ظهر اليوم.