كشف تسجيل صوتي مسرب للقيادي في حركة فتح حسين الشيخ بعضًا من فصول المعركة المحتدمة لخلافة رئيس السلطة محمود عباس.
وبدأ الشيخ في التسجيل المسرب الذي حصلت عليه وكالة" شهاب"، غاضبًا للغاية من عباس ومدير جهاز المخابرات ماجد فرج، حتى أنه تهجم عليهما بألفاظ نابية.
وشن حسين الشيخ هجومًا حادًا على عباس، الذي يبلغ 87 عامًا من العمر، متهمًا إياه بالمشاركة في الفوضى الحالية.
وقال: "أنا بقلكم أبو مازن شريك بالفوضى، هو شريك فيها وله مصلحة في بقائها، ويؤسفني أن أقول هذا الكلام".
وظهر الشيخ في التسجيل الصوتي وكأنه يبحث طرق "الخلاص" من عباس، لكن حديثه وشى بأنه كان في دائرة التخطيط للخلاص من الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وقال: "اليوم الوسيلة تختلف عن قصة عرفات بالكامل".
وأشار إلى أنه "مع التعايش والصدام مع أبو مازن لأن كلامها بخسّر (يأتي بالخسارة)، مضيفًا "بدك غصب عنك تتعايش معه، بس في نفس الوقت أحيانًا بدك تصطدم معه".
وتابع "مش كل شيء بده إياه بدنا نمشيله إياه؛ لإني أنا عارف المشروع المركب على دماغه وين.. اللي راكب ع دماغ أبو مازن واحد اثنين ثلاثة أربعة".
وأكمل "يعني كمان هو (عباس) لما يكون ماخد موقف وبده يمشيه بيجي بتواقح معك، اليوم هذا الموضوع جوهر القصة".
وتحدث القيادي في فتح عن "أربعة أو خمسة" أشخاص بحاجة إلى الإزاحة من المشهد.
وقال: "ترويح أربعة خمسة، مين الخمسة اللي مش مرتحلهم أبو مازن!.. بده يخربش هون وهناك".
وأضاف متحدثًا لشخصية بجواره عن عباس، "المسألة صفّت (انتهت) إنه إذا كبر هذا اللي موجود اليوم (الفوضى) شو مصلحتكم فيه.. لصالحك (أبو مازن)".
ووصف الشيخ ما يدور حاليًا داخل حركة فتح بـ"معركة خلافة أبو مازن" التي تتدخل فيها عديد الجهات، لكنه شدد على وجود خطة مرتبة لذلك.
وقال: "معركة خلافة أبو مازن، الأمن داخل بالموضوع، وشغال في اللعبة هذه، وجزء من المركزية (اللجنة المركزية للحركة) داخل في الموضوع".
لكن حسين الشيخ أكد أن "اليوم الذي يلي أبو مازن كله جاء في إطار خطة مرتبة"، مضيفًا "اللي يُدبّر هو اللي جاي".
وذكر الشيخ في التسجيل أن عباس ذاهب باتجاه تعيين محمود العالول لخلافته في حركة فتح.
وقال: "في موضوع فتح، هو (عباس) رايح باتجاه محمود العالول"، مستدلًا على ذلك بتكليف "أبو مازن" العالول وعزام الأحمد في أحد الموضوعات المهمة، التي لم يذكرها.
وأضاف "أنا لا أنكر أن العنوان أبو مازن في هذا الموضوع، وأنا ناقشته لوحده".
وأشار القيادي في حركة فتح إلى أن حماس تستغل الأوضاع الحالية لحركة فتح والسلطة، قائلًا: "مهو واضح إنه حماس مستغلين الوضع الراهن".
وفي تسجيل آخر، شن القيادي في حركة فتح هجومًا على مدير جهاز المخابرات ماجد فرج، متسائلًا عن سبب وجوده في غزة وسط حوار بين مصر وحركة فتح.
وقال: "شو دخل ماجد فرج، حوار فتح مع المصريين، كيف بده ييجي مدير المخابرات؟!".
وأضاف متحدثًا عن ماجد فرج "ما حد عبّره في كل غزة (..) ومش بدك المزبوط، علي الطلاق ما عنده شيء".
يشار الى أن ماجد فرج رافق رئيس الوزراء الفلسطيني السابق د. رامي الحمد الله في زيارة الى قطاع غزة بمارس 2018، ضمن مباحثات لتحقيق المصالحة، لكن ذلك انتهى بعملية تخريبية كشفت وزارة الداخلية بغزة تورط جهاز المخابرات العامة الذي يديره فرج، فيها.
"عباس شريكٌ بالفوضى وله مصلحة في بقائها"
وكشف الشيخ عن أنه استشاط غضبًا حين رأى عباس يصطحب معه بالطائرة ماجد فرج إلى إحدى الزيارات الخارجية.
وتابع "لما عرفت إنه ماخد ماجد معه بالطيارة قررت إني ما أروحش، عشان أقلك الحقيقة، على إيش ماخد ماجد فرج معك".
وأطلق الشيخ بعد حديثه السابق سلسلة من الشتائم النابية بحق رئيس السلطة محمود عباس.
وكان الشيخ خلال التسجيل يتحدث مع شخص عن الخطوات المقبلة في معركة خلافة عباس، ويقول له: "ايش يعني الإجراء اللي بدكم تعملوه يكون نقطة تحول في الحدث، ميدانيًا.. سياسيًا، شو اللي بدكم تعلموه".
كما أطلق الشيخ سلسلة أخرى من الشتائم النابية بحق رئيس السلطة محمود عباس، وقال إنه "مخبوط على دماغه".
وقال القيادي في حركة فتح إن عباس "فتح 100 معركة"، مُلمحًا إلى أن ذلك سيكون نهايته.
وأضاف، في التسجيل، "فَتَح (عباس) مائة معركة.. مع جبريل (الرجوب) وعزام (الأحمد) وتوفيق (الطيراوي) ومحمود العالول، وهذا بيعنيEnd Of The Game نهاية اللعبة"
وتسارعت خلال الأشهر الماضية معركة خلافة عباس بين عديد الشخصيات القيادية في حركة فتح، في وقت قالت مصادر إسرائيلية إنه يجري "تكديس الأسلحة" في الضفة تحضيرًا للمعركة.
وبينما تلقت بعض الشخصيات المتنافسة ضربات "قاسية" كتوفيق الطيراوي الذي جُرد من منصبه القوي في جامعة الاستقلال الأمنية، ومحمد دحلان الذي فُصل قبل سنوات، خطا حسين الشيخ خطوة كبيرة على طريق الظفر بالمنصب، بعد تعيينه أمينًا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وكشفت التسريبات الأخيرة التي نشرتها "أيقونة الثورة" على منصات التواصل الاجتماعي تآمر قيادات في السلطة وحركة فتح والحاشية التي كانت تحيط بالرئيس الراحل ياسر عرفات وعلى رأسهم محمود عباس، في اغتياله، وبدا ذلك واضحًا وجليًا في الاعترافات المسرّبة من لجنة التحقيق في اغتيال عرفات.