أبدعت كتائب الشهيد عز الدين القسام عبر تاريخها الجهادي في مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي وابتكار أساليب جديدة في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي"، فرغم فرض الاحتلال حصاراً خانفاً على المقاومة الفلسطينية، إلا أنها لاتزال تسجل أروع صور النصر والمجد ضد المحتل، وتراكم القوة تلو القوة بعقول قسامية، لترسم طريقاً جديداً نحو النصر والتحرير.
وقد شهد شهر أكتوبر لعام 2014م، انطلاق سلاح السايبر الخاص بكتائب القسام، والذي كشفت عنه الكتائب يوم الخميس 13/10/2022م خلال حفل تأبين القائد القسامي المهندس جمعة الطحلة، وقد شكل هذا السلاح هاجسًا مرهقًا، ووجه ضربات مؤلمة للعدو الصهيوني، ولمنظومته الأمنية والعسكرية خلال الأعوام الثمانية الماضية، وما زالت يخبئ المفاجآت للعدو.
وأعلنت الكتائب خلال الحفل أن الشهيد القائد القسامي جمعة الطحلة هو مؤسس السلاح، والذي عمل على تأسيسه وتأهيله وتطويره، ونفذت تحت إمرته العديد من المَهمّات والهجمات السيبرانية ضد أهداف العدو، كما كشفت عن أحد أعضاء السلاح وهو المهندس الشهيد محمد الطواشي والذي ارتقى خلال معركة سيف القدس.
وشرعت كتائب الشهيد عز الدين القسام عام 2014م، بتأسيس سلاح السايبر، وكان القائد المهندس جمعة الطحلة الشخصية الأنسب لهذه المهمة، ومنذ اللحظات الأولى لتوليه هذا الملف، بدأ بجمع الكوادر المتخصصة وإعداد المقدرات، وإجراء التجارب مع فريق متخصص، ومتابعة مراحل بناء هذا الجسم الحديث متابعة حثيثة.
كما سخر المهندس اهتمامه في تطوير العمل السيبراني بشكل كبير، وفي هذا الإطار اقترح إنشاء جسم مساند لسلاح السايبر القسامي، فكان صاحب فكرة تأسيس جيش القدس الإلكتروني، والذي تقوم فكرته على حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات على مستوى الأمة العربية والإسلامية، والتي لديها خبرة في مجال السايبر، وتوجيهها لشن هجمات سيبرانية ضد مصالح العدو ومنظوماته.
وقد حقق جيش القدس الالكتروني كذلك إنجازات مهمة كان لها الأثر الكبير إلى جانب عمليات سلاح السايبر القسامي على أنظمة العدو باختلاف مهامها وتخصصاتها.
وبدأ أبو مجاهد مع ثلة من مهندسي القسام بإجراء بعض التجارب على عدد من منظومات ولوحات التحكم لدى العدو الصهيوني، وقد تكللت هذه المحاولات والتجارب بالنجاح، حيث كانت أولى الهجمات على كيبوتس "مفلاسيم" شمال شرقي قطاع غزة، حينما تمكن مهندسو القسام من الدخول إلى نظام التشغيل الذي يتحكم في تغذية التيار الكهربائي لجميع مرافق الكيبوتس.
قام مجاهدو سلاح السايبر بقطع التيار الكهربائي عن جميع نقاط الكيبوتس عبر لوحة التحكم، وظهر أمامهم مباشرة انطفاء جميع الأضواء، ثم أعادوا وصل التيار فعادت الأضواء لتضيء مباشرة بالتزامن مع تفعيلها، وقد كانت هذه التجربة أولى التجارب الناجحة.
بعد نجاح التجربة الأولى وجّه القائد الأخوة في سلاح السايبر لإجراء تجربة أخرى، استهدفت هذه المرة وحدة التحكم الخاصة بتشغيل أبراج المراقبة شرق خان يونس، وقد تمكن المهندسون من مهاجمة برج المراقبة والإرسال العسكري المتواجد في نطاق مغتصبة نير عوز، ونجحوا في فصل التيار الكهربائي عن هذا البرج وإيقافه عن العمل عبر لوحة التحكم، ثم إعادة وصل التيار إليه.
بعد نجاح العديد من التجارب، وتمكن الإخوة في سلاح السايبر من التموضع داخل الخوادم والأنظمة الخاصة بمؤسسات وجيش العدو لفترات طويلة، جاء أمر القيادة بتوجيه الهجمة الأوسع على منشآت وإدارات العدو خلال عدوان الاحتلال على قطاع غزة مايو 2019م، وقد تم تنفيذها عبر أنظمة التحكم المسؤولة عن توصيل التيار الكهربائي لعدد كبير جداً من المؤسسات الأمنية والإدارية والقواعد العسكرية بمختلف أنواعها برية وجوية وبحرية وتنصتية.
وقد طالت هذه الهجمة قواعد عسكرية مهمة أبرزها مقر القيادة الجنوبية ومقر القيادة الشمالية ومقر القيادة الوسطى والقواعد العسكرية "نيفاتيم" و"حتسريم" و"بلماخيم" و"رامات ديفيد" و"تسيلم" وغيرها من القواعد والمقرات العسكرية والأمنية بالغة الأهمية لدى الاحتلال.
وفيما يلي أبرز عمليات السلاح منذ تأسيسه وحتى منتصف عام 2022م، وفق ما سُمح بنشره من قيادة القسام:
• الولوج إلى نظام التشغيل الذي يتحكم في تغذية التيار الكهربائي لكل مرافق كيبوتس مفلاسيم، وقطع التيار الكهربائي عنها.
• هجوم سيبراني واسع تُجاه قواعد ومواقع عسكرية ومنشآتٍ أمنية وأهداف حساسة طال 30 ألف هدفٍ خلال عدوان مايو 2019م.
• التموضع في نظام صافرات الإنذار الخاص بشركة "ايفقلو" وتفعيل الصافرات في مناطق متعددة من الكيان.
• اختراق ترددات إشارات اللاسلكي التابع لجيش الاحتلال على حدود غزة عدة مرات والتنصت عليه.
• اختراق جهاز مدير قسم السايبر في شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية "IAI"، وسحب بيانات ومعلومات أمنية وعسكرية بحجم 19 جيجا.
• اختراق نظام شبكة الحافلات الصهيونية "ايجد".
• اختراق نظام مراقبة يتبع لجيش الاحتلال بالضفة الغربية بهدف إعاقة قدرة الجيش على جمع المعلومات عبر كاميرات المراقبة.
• اختراق كاميرات المراقبة في عدد من المؤسسات الأمنية المهمة، والحصول على صور وفيديوهات منها.
• اختراق أنظمة شركة الاتصالات الخلوية "سيليكوم".
• اختراق المئات من أجهزة الاتصالات الخلوية لجنود جيش الاحتلال والاستحواذ على بياناتها
• اختراق عشرات الخوادم والمواقع الالكترونية الصهيونية.
وتمضي الكتائب في طريق الجهاد والمقاومة مقدمةً كل ما تستطيع من إمكانيات ومقدرات وجهود ويشارك في ذلك أبناء شعبنا الفلسطيني وأبناء أمتنا العربية والإسلامية في طريق عبدته دماء الشهداء وتضحياتهم العظيمة نحو تحقيق النصر والتحرير.