أكد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" د.خليل الحية أن حماس وضعت خارطة طريق لصفقة التبادل، لكن الاحتلال غير جاهز لها، مبينًا أن حماس ليست من هواة الحروب، لكنها تسعى لتحرير الأرض وإقامة الوطن.

صفقة تبادل للأسرى

وحول صفقة تبادل الأسرى قال الحية في سياق مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية مساء الإثنين إن حماس تفصل ملف تبادل الأسرى عن ملف إنهاء الحصار، "وقد أخبرنا كل الوسطاء بمن فيهم الإخوة في مصر بأنه لا يمكن ربط هذين الملفين".

 وشدد الحية على أن المعطل لملف تبادل الأسرى هو الاحتلال، "وقد حاول ربط هذا الملف بالإعمار ورفع الحصار، وقد فشل في ذلك"، مؤكدًا أن الاحتلال غير جاهز لدفع ثمن صفقة تبادل الأسرى.

وأوضح الحية أن حماس عرضت خارطة طريق لإنجاز صفقة تبادل، وهي مصممة عليها، "كما أننا طرحنا مبادرة إنسانية للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن، مقابل الإفراج عن معلومات عن الجنود الأسرى، لكن الاحتلال رفضها".

ووعد عضو المكتب السياسي في حماس بأن يكون أسرى سجن جلبوع الـ6 في طليعة أسماء صفقة التبادل، كما شدد على سعي حماس بأن يكون القائد مروان البرغوثي والقائد أحمد سعدات ضمن أسماء صفقة التبادل.

وختم الحية حديثه في هذه النقطة بالتأكيد على أنه "من المبكر أن نقول بأننا قاب قوسين أو أدنى من إنجاز صفقة التبادل لأن الاحتلال غير جاهز لدفع الثمن"، مُصِرًا أنه إذا لم يدفع الاحتلال ثمن صفقة التبادل، فلن يرى جنوده النور.

وقف إطلاق النار

في سياق مختلف بيّن الحية أنه لم تُطرح على حماس فكرة وقف إطلاق النار لمدة طويلة، "وهذه الفكرة هي ما يتمناها الاحتلال، والعلاقة بيننا وبين الاحتلال هي علاقة مقاومة ما دام قائمًا على أرضنا".

وأوضح أن وقف إطلاق النار لفترة طويلة الأمد تحتاج إلى اتفاق سياسي كامل على إقامة دولة وعودة لاجئين وغير ذلك، ولا يمكن أن تعطي ذلك مقابل الإعمار والحصار.

مُردفًا "نحن لسنا هواة حروب، ولكننا هواة حرية وتحرير أوطان، ونحن نسعى لتحرير الاحتلال عن أرضنا لإقامة دولتنا".

واشترط الحية لاستمرار وقف إطلاق النار، أن يتوقف الاحتلال عن عدوانه في القدس والأقصى والشيخ جراح والأسرى والاستيطان وحصار غزة، متوعدًا "إذا مُسّ المسجد الأقصى أو الشيخ جراح أو الأسرى المضربون عن الطعام أو استشهد أحدهم يعني ذلك أنّ المنطقة ذاهبة إلى مواجهة جديدة".

وقال عضو المكتب السياسي إن المواجهة الأخيرة اندلعت من أجل القدس وليس من أجل حصار غزة، وأن حماس لا نقبل أن تفصل غزة عن القدس والضفة الغربية، مؤكدًا أن المنطقة ستبقى على صفيح ساخن إذا ما استمر الاحتلال بسياساته القذرة في القدس، ومع أسرانا المضربين عن الطعام.

الحريات والمصالحة

في موضوع آخر أكد الحية أن ملف الحريات يشهد انتكاسات من السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، موضحًا أن أكثر ما برعت فيه السلطة الفلسطينية هو التنسيق الأمني.

وشدد الحية أن المطلوب من أبو مازن أن يتحمل المسؤولية الكبرى عن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني، لأن الانقسام ضار بالقضية الفلسطينية، "وحالة التفرد والإقصاء لا تخدم أحدا، وفلسطين تحتاج كل القوى".

وبين أن الخروج من المأزق السياسي يأتي من خلال إعادة تشكيل المؤسسات الفلسطينية عبر الانتخابات، مستدركًا أن السلطة ألغت الانتخابات بحجة القدس، لكنها خائفة من توقعات النتائج بتغيير مواقع القوى، "وشعبنا في الداخل والخارج يحتاج إلى من ينقذ المشروع الوطني، ونحن طرحنا مبادرة للتوافق مهما كانت نتائج الانتخابات".

مصر وإيران وقطر

وفيما يخص العلاقة مع الإقليم وحل أزمات فلسطين أكد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حماس أن حركته تسعى بكل السبل لرفع الحصار عن قطاع غزة، وتقدر الجهود القطرية والمصرية في هذا الإطار، مبينًا أن العلاقة مع مصر لها آثار إيجابية واضحة على تخفيف الحصار عن قطاع غزة، و"أزلنا بعض الإشكالات مع مصر من خلال الحوار المباشر، ومعالجة بعض القضايا مثل تأمين الحدود".

وعن إيران قال إن "العلاقة مع إيران نعتز بها ولا نخفيها، ونرحب بكل أشكال الدعم طالما تتجه نحو فلسطين والقدس"، مبينًا أن إيران تقدم لحماس كل أشكال الدعم، وهذا الدعم مستمر، وكان وما زال عاملا مساعدا على قوة وقدرات المقاومة في فلسطين.

أما قطر فأكد الحية أنها تقدم دعما سياسيا للقضية الفلسطينية، في كل محافل العالم، موضحًا أن قطر لديها جهود مقدرة في القدس وإعادة إعمار غزة.

التطبيع

وحول التطبيع قال الدكتور خليل الحية إن الدول أو الأشخاص أو الكيانات الذين يطبعون مع الاحتلال هم في الحقيقة يطعنون الشعب الفلسطيني في الظهر، مُردفًا أن المطبعين يظنون أن العلاقة مع الاحتلال تثبت كياناتهم وتنقذهم من العقوبات، "ونقول لهم بأن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت، ولا يستحق الهرولة خلفه".