iconsHoverShake
iconsHoverShake
iconsHoverShake
iconsHoverShake
القدس
GMT
تقرير
انتفاضة القـدس.. صمود بوجه محاولات الاحتواء
الخميس, 25 فبراير 2016
شارك الخبر

قناة الأقصى_خـــاص|

تتواصل انتفاضة القدس، للشهر الخامس على التوالي، في وقت يؤكد فيه متابعون أن الانتفاضة ضربت بعرض الحائط كافة محاولات الاحتلال الصهيوني لإحباطها

 وانطلقت انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر بعد تمادي الاحتلال الصهيوني في جرائمه ضد المسجد الأقصى المبارك، عبر اقتحامه بشكل يومي بأعداد كبيرة. وفي محاولة لإخماد الانتفاضة، استخدم الكيان وسائل مختلفة، بدأها باحتجاز جثامين الشهداء من منفذي العمليات، ومن ثم تصعيد الاعتقالات والتضييق على الفلسطينيين، وهدم منازل منفذي العمليات الفدائية.

 وأصدر الكيان قرارات أخرى، مثل شن موجة اعتقالات واسعة بصفوف حركة حماس بالضفة المحتلة، وحظر دخول الفلسطينيين إلى معظم المناطق القريبة من تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" بين مدينتي بيت لحم والخليل، وسحب التصاريح من أقرباء منفذي العمليات.

كما أصدر المجلس الوزاري الصهيوني المصغر "الكابينت" قرارا في 17 نوفمبر الماضي بحظر الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني "الجناح الشمالي"، في سياق محاولة إخماد الانتفاضة، وتفريغ المسجد الأقصى من المرابطين.

ويرى المحلل السياسي أحمد عوض أنه يتوقع أن تتوسع الانتفاضة لتصل إلى مناطق لم تصلها من قبل، مع ضمان استمرار فعالياتها ورفع وتيرة الهجمات وتنويعها.

وشدد على ضرورة أن تشكل الفصائل الفلسطينية قيادة ميدانية للمحافظة على تصعيد الانتفاضة وحمايتها من الضمور".

وبين أن هناك معيقات أمام الانتفاضة، من بينها الجهود الأمنية التي تقوم بها سلطات الاحتلال لوأدها، إضافة إلى موقف السلطة المحايد منها.

بدوره، لفت المحلل السياسي عصام شاور إلى أن انتفاضة القدس الحالية أدخلت الصهاينة في دوامة رعب وهستيريا، ولم يعد أي صهيوني بمنأى عن دفع ثمن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال والمستوطنون بحق الفلسطينيين ومقدساتهم وأعراضهم.

ونوه إلى أن ما يميز انتفاضة القدس عن سابقاتها أنها تغلغلت منذ البداية في جسد الكيان، فهي ممتدة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأشد ما تكون في القدس.

وأشار إلى أن الضفة المحتلة بدورها أربكت حياة المستوطنين في الضفة وأراضي الـ 48؛ بسبب العمليات التي ينفذها مقاومو الضفة في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرا إلى أن الانتفاضة بالضفة في حالة تصاعد، وقد تتخذ صورا أشد خطورة على المحتل الصهيوني، وخاصة تجاه المستوطنين في الضفة الغربية.

وأوضح شاور أن انتفاضة القدس ارتفعت وتيرتها واتسعت رقعتها، حيث إنه في كل يوم تلتحق مدينة أو قرية أو مخيم بركب المنتفضين ضد الاحتلال الصهيوني، لافتا إلى أنه قد يكون هناك تصعيد في المواجهات بين الشبان والاحتلال، إلى جانب أعمال المقاومة اليومية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في السياق، نشر مركز "الزيتونة" للدراسات تقديرا استراتيجيا حول انتفاضة القدس وانعكاساتها على الاحتلال الصهيوني، موضحا أن انتفاضة القدس الحالية تتسم بسمات خاصة تميزها عما سبقها من حركات فلسطينية؛ إذ إنها تتحرك حتى اللحظة تبادليا في الجغرافيا الفلسطينية.

وأكد التقدير على أهمية تعميق الوحدة الوطنية باتجاه دعم الانتفاضة وتقويتها، داعيا السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، وعدم القيام بأي إجراءات من شأنها إضعاف الانتفاضة وتعطيلها ومنع انتشارها.

وطالب التقدير بدعم صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته في وجه الاحتلال عربيا وإسلاميا ودوليا. ولفت التقدير إلى أن الانتفاضة الحالية، على الرغم من تفاوت تصاعدها ما زالت غير واضحة الشخصية، ويكتنف مستقبلها سحب كثيفة من الغموض، مشددا على أن الانتفاضة تواجه العديد من التحديات على رأسها الانقسام الفلسطيني،وفي الوقت ذاته تحفزها عوامل دافعة في مقدمتها انسداد مسار التسوية.

وأشار إلى أن الانتفاضة تركت تأثيرات بالغة على الكيان على كافة الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية، ويتخوف المستوى السياسي الصهيوني من فلتان الوضع وفقدان السيطرة عليها واندفاعها لدرجة انهيار السلطة في حال بلوغها الذروة.

وبشأن خيارات الحكومة الصهيونية لمواجهة الانتفاضة، لفت تقدير "الزيتونة" إلى أنها تتراوح بين الاستمرار في المسار الحالي وهو يجمع بين الضغط والاحتواء، وبين التوجه لتشغيل مسار التفاوض مع السلطة.

ونوه إلى حكومة ناتنياهو لن تندفع لمسار التفاوض؛ إلا حينما تتصاعد الانتفاضة إلى مديات أعلى، وفي حال توفر قاعدة توافقية له داخل الائتلاف الحكومي، وربما يضطر ناتنياهو لتوسيع أو تعديل ائتلافه في الحالة القصوى لتنفيذ هذا الخيار.

 وبحسب التقدير؛ فإنه من المستبعد أن يلجأ ناتنياهو للهروب إلى الأمام من خلال التصعيد على جبهة قطاع غزة، إلا إذا تصاعدت الانتفاضة، وأفرزت ضغوطا لا يمكن تجاوزها، ولم يتمكن في الوقت نفسه من إقناع ائتلافه بتشغيل مسار التفاوض.

ويرى التقدير أن المسار المعتمد لحد الأن من قبل الكيان لمعالجة الانتفاضة، يتمثل في مواجهة متوسطة المستوى بمراوحة بين الضغط والاحتواء والرهان على السيطرة عليها، مشيرا إلى أن هذا الخيار يوفر لناتنياهو فرصة مركبة تجمع بين الاحتفاظ بائتلافه الحكومي، ومعالجة الانتفاضة بكلف معقولة، وفي الوقت ذاته مقاومة تشغيل المسار السياسي الذي تطالب به بعض قوى المعارضة والأجهزة الأمنية.

نسخ الرابط
روابط هامة
الترددات
في حال عدم ظهور القناة يرجى إعادة البحث عنها من خلال جهاز الاستقبال على القمر الصناعي