كشف الإعلام العبري أن نحو 1000 ضابط وجندي احتياط في سلاح الجو الصهيوني نشروا رسالة احتجاج على استمرار القتال في قطاع غزة، وأن حوالي 10% من هؤلاء الضباط ما زالوا في الخدمة الفعلية، حيث قالوا في رسالتهم: " نطالب بإعادة الأسرى إلى بيوتهم دون أي تأخير، حتى وإن كان الثمن وقف القتال فورًا، وندعو الإسرائيليين إلى التحرك للمطالبة بوقف القتال".

وتابعوا: " في هذه الحرب تخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية، وإن استمرار الحرب لا يخدم أيًّا من أهدافها المعلنة، وسيتسبب في مقتل أسرى، وجنود من الجيش، ومدنيين أبرياء، كما سيؤدي إلى إنهاك جنود الاحتياط، كما ثبت في السابق، فإن الاتفاق وحده هو ما يمكن أن يعيد الأسرى سالمين، بينما يؤدي الضغط العسكري في الغالب إلى مقتلهم وتعريض جنودنا للخطر".

وأضاف الضباط في منشورهم: " ندعو جميع مواطني إسرائيل إلى الانخراط في العمل، والمطالبة في كل مكان وبكل وسيلة: أوقفوا القتال وأعيدوا جميع الأسرى الآن، كل يوم يمرّ يهدد حياتهم. وكل لحظة إضافية من التردد تُعدّ عاراً، نحن نناشد كل الإسرائيليين أن يتحركوا ويطالبوا في كل مكان وبكل وسيلة: أوقفوا القتال وأعيدوا جميع الأسرى الآن. كل يوم يمر يهدد حياتهم. وكل لحظة تردد إضافية هي عار".

الإعلام العبري أكد أن 90 جنديا من الموقعين على العريضة التي تطالب بإجراء الصفقة ووقف الحرب، هم من الذين يقومون بمهام في هذه المرحلة في سلاح الجو، وأن قيادة سلاح الجو الصهيوني هددت بفصل 970 طيارا ما لم يسحبوا رسالة طالبوا فيها بوقف الحرب على قطاع غزة لأنها تخدم مصالح سياسية فقط.

هذا ولا يستبعد قادة سلاح الجو الصهيوني أن ينضم عشرات آخرون من الجنود النظاميين إلى الرسالة الاحتجاجية، في حين قرر الجيش الصهيوني عدم الطلب من الموقعين على الرسالة المشاركة في مهام عسكرية، خاصة وأنهم عبروا عن عدم ثقتهم بالجيش، خاصة وأن الرسالة أقلقت قادة الجيش قبل نشرها، ولم تفلح التحذيرات في منع نشرها.

وردا على عريضة الاحتجاج الموقعة صادق رئيس الأركان الصهيوني إيال زامير على قرار فصل كل من وقع على العريضة، وذلك باعتبار أنه لا يمكن لشخص في قاعدة عسكرية توقيع رسالة ضد الحرب ثم العودة إلى الخدمة، وأن توقيع جنود احتياط نشطين في سلاح الجو على عريضة الاحتجاج هوأمر خطير للغاية.

اللواء (احتياط) نمرود شيفر، الطيار المقاتل الذي وقّع على رسالة أفراد سلاح الجو، في مقابلة مع موقع Ynet العبري قال: "إن إنهاء الحرب هو الأمر الأخلاقي والمعنوي الواجب فعله، وعلينا القيام بذلك، الحكومة تضلّلنا بأن استخدام القوة سيُعيد الأسرى، الحديث عن التردد سخيف، لقد عملت القوة لمدة عام ونصف في سبعة مسارح عمليات، أنا مندهش من أن قائد القوات الجوية، اللواء تومر بار، تراجع وهدد الناس".

بدوره قال مراسل القناة 12 العبرية: " من يعرف قوام سلاح الجو الإسرائيلي يعلم أن هذا القرار هو ضربة كبيرة لقوات ووحدات هذا السلاح، حتى وإن كان الحديث يدور عن أقل من 100 جندي وضابط فعليًا - هذه الأعداد ليست بسيطة، فضلاً عن أن تدريب مثل هؤلاء يستغرق سنوات واستثمار هائل".