يستمر العدوان الوحشي لقوات الاحتلال على مدينتي طولكرم وجنين ومخيماتهما، حيث يدخل يومه الـ21 في طولكرم و الـ27 في جنين، مسببا كارثة إنسانية غير مسبوقة. في طولكرم. استشهد 12 فلسطينيًا، فيما أجبر نحو 80% من سكان المخيم على النزوح قسرًا إلى بلدات وقرى محافظة طولكرم، في وقت تتواصل فيه حملة الاعتقالات الواسعة التي شملت أكثر من 120 فلسطينيًا.
في الوقت ذاته، شهدت المدينة والمخيم عمليات تدمير غير مسبوقة للبنى التحتية، حيث تم تدمير أكثر من 585 منشأة منزلية وتجارية، بالإضافة إلى تجريف الشوارع والطرق، مما أدى إلى شلل الحركة داخل المخيم ومنع وصول الخدمات الأساسية. كما تواصل قوات الاحتلال مداهمة المنازل، واعتقال المواطنين، وتحويل بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية، وسط صمت دولي مستمر.
أما في جنين، فقد أسفرت الاعتداءات المستمرة عن استشهاد 25 فلسطينيًا وتهجير أكثر من 20 ألف شخص من منازلهم. وقد طالت عمليات التدمير أكثر من 470 منشأة ومنزلا بشكل جزئي أو كلي، مما أضاف إلى الأزمة الإنسانية التي يعيشها السكان، حيث يتم تعطيل الخدمات الأساسية، وخاصة المرافق الصحية والتعليمية، مع انقطاع تام للمياه والكهرباء. ويعاني سكان المدينة من نقص حاد في المواد التموينية، بالإضافة إلى معاناتهم الصحية بسبب منع قوات الاحتلال وصول المياه إلى المستشفيات الرئيسية في جنين.
وقد شهدت المدينتان عمليات مداهمة مكثفة، حيث نفذ الاحتلال 153 عملية مداهمة في جنين و 146 في طولكرم، بالإضافة إلى عمليات قصف جوي في جنين أدت إلى تدمير واسع في البنية التحتية.
وتؤكد المصادر المحلية أن هذه الاعتداءات تمثل جريمة مستمرة تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين وطمس معالم مدنهم ومخيماتهم، في ظل صمت دولي متواصل أمام هذه الانتهاكات الجسيمة.