
قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية في كلمة له خلال فعاليات إحياء الذكرى الـ 46 لانتصار الثورة الإسلامية في طهران:" يا أشقّاءنا في الجمهورية الإسلامية في إيران، في يوم عيدكم، في يوم انتصار ثورتكم، نقول لكم: نقف اليوم معًا في الذكرى الـ 46 لانتصار الثورة الإسلامية.
وأضاف الحية: "التزمت الجمهورية الإسلامية في إيران بمسار احتضان قضية فلسطين، وحق الفلسطينيين، والمقاومة الفلسطينية على مدار عقودها المتجددة، فكانت وما زالت، ونحن على يقين بأن إيران ستبقى مساندة لفلسطين، مساندة لحقّنا، مساندة لمقاومتنا، لنكون معًا مع النصر في القدس بإذن الله".
وأشار خليل الحية إلى ان ذكرى الثورة الإسلامية في إيران، تتعانق مع انتصار طوفان الأقصى في غزة وفلسطين، قائلا: "اليوم نقف هنا أمام العالم، نقف هنا أمام الأمة الإيرانية لنقول لكم: إن طوفان الأقصى الذي انطلق للتصدي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا، انطلق ليكون مقدمة لتحرير فلسطين، وإنهاء العدوان، ورحيل الاحتلال، وعودة فلسطين والقدس والأقصى للأمة الإسلامية".
وتابع الحية: "وقف العدوان، وردّ الله كيد المحتلين، فلم يحققوا خيرًا. صحيح أنهم دمّروا الحجر والشجر والبشر، لكن الإنسان ظل صامدًا، قويًّا، عزيزًا، منتصرًا، ردّ الله العدوان وأوقف سيل هذا الإجرام، وصدق الله في ذلك: "وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرًا، وكفى الله المؤمنين القتال، طوفان الأقصى الذي انطلق ضد العدوان، وضد الاحتلال، وضد الاستكبار والظلم، تجسّدت فيه معانٍ متعددة وكبيرة.
وأضاف الحية قائلا: "انتصر طوفان الأقصى بعدما توحّد شعبنا الفلسطيني ومقاومته في بوتقة واحدة ضد العدوان، انتصر طوفان الأقصى عندما تجسّد دم الشهداء على الأرض ليرويها بالانتصار، انتصر طوفان الأقصى بالإيمان الذي تملّك القلوب، قلوب المؤمنين، تحية لشعبنا الفلسطيني الذي حمى الطوفان، وصبر، وانتصر، هذا الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، الذي لن يغادرها".
وأضاف الحية: "كل التحية لشعبنا، ونحن نقف بين أمتنا العربية والإسلامية، ونحن نقف بين الجمهور الإيراني الذي يحب فلسطين، ويعشق القدس، ويرفع راية فلسطين والقدس. بهذه المعاني انتصر طوفان الأقصى، ما أعظم طوفان الأقصى وهو يوحّد دم الشهداء، في هذا الطوفان، ارتقت ثلة من المؤمنين، ورحل عنّا قادة ميامين، رحلوا وهم يقودون الطوفان زُرافات إلى الله.
كما قال القيادي خليل الحية: "ودّعنا شهداء الطوفان في مواقع كثيرة وبلدان كثيرة. ودّعنا قادة الطوفان في غزة: الشهيد القائد إسماعيل هنية، الذي قتله الاحتلال هنا في إيران، ليسقط الدم الفلسطيني المجاهد على أرض إيران، وارتقى إلى العلا قائد الطوفان في غزة، شهيد المقاومة يحيى السنوار (أبو إبراهيم)، وارتقى الشهيد القائد، قائد القسام محمد الضيف (أبو خالد)، ونائبه مروان عيسى، وثلة من القادة المجاهدين مع شعبهم، الذي تجاوز عدد شهدائه الستين ألفًا".
وقال أيضا: "اختلطت دماء شهدائنا بدم إخواننا من قادة حزب الله مع شعبهم في لبنان، ومن رحلوا في معركة الطوفان، وفي مقدّمتهم سماحة السيد حسن نصر الله رحمه الله، وهاشم صفي الدين، ومعهم ثلة من القادة والجنود والتحم الدم مع الدم العراقي من شهداء العراق وشهداء اليمن، أما إيران، فاختلط الدم الإيراني بقادة من المجاهدين، منهم الحاج زاهدي رحمه الله، والحاج موسوي، والحاج رحيمي. هؤلاء جميعًا جسّدوا وحدة الدم المسلم والعربي في معركة الطوفان، لنقول كلمة واحدة: بوحدتنا، ومقاومتنا، ووحدة أمتنا، ننتصر على أعدائنا.
وثمن الحية الإسناد من محور المقاومة لطوفان الأقصى في غزة وفلسطين، حيث ساندت إيران هذا الطوفان ردا على العدوان على شعبنا، وردا على عدوان الاحتلال الصهيوني على إيران، وتابع قائلا: " كان الوعد الصادق الأول، وكان الوعد الصادق الثاني دليلًا واضحًا على أن هذا الاحتلال قد آن أوان لجم بلطجيته الصهيونية والأمريكية والغربية، ليبزغ فجر جديد نحو فلسطين، نحو القدس، نحو تحرير فلسطين، طوفان الأقصى بدّد الأوهام، وبدّد المقولات التي ملأت الآفاق. طوفان الأقصى بدّد حالة الخوف من أن الدم لا ينتصر على السيف، وإذا بطوفان الأقصى يتجسّد فيه قول الله: "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله".
وتابع الحية: "طوفان الأقصى بدّد أوهام التخويف، وكما قالوا لنا وخوّفونا بالاحتلال ومن خلفه، فصدق فينا وفيهم قول الله: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل". فتمثّلنا ذلك، فكان الله حسبنا، وكان الله نصيرنا، وكان الله معيننا، وكان الله حافظنا، فكان طوفان الأقصى مبددًا لكل هذه الأوهام، نحن شعب فلسطين، شعب صاحب حق، ونعاهد أمتنا أن نبقى على طريق المقاومة حتى تحرير فلسطين، فإما النصر وإما الشهادة.
وحول مشاريع الغرب وأمريكا وأعوانهم، أكد الحية أنها إلى زوال، وستسقط كما سقطت المشاريع التي قبلها، قائلا: "هذا عهدنا لأمتنا، وعهدنا لشهدائنا، وشعبنا الفلسطيني لن ينسى أبدًا كل من سانده، وكل من وقف معه، وكل من جاهد معه بكل شيء".