كشف تحقيق للقناة 12 العبرية، أن مستوطنة "نير عوز" سقطت في السابع من أكتوبر 2023، بيد المقاومة الفلسطينية دون أن يقع اشتباك واحد ودون أن تطلق رصاصة واحدة بداخلها، وأن المقاومين هاجموا أولا موقعا للواء جولاني مهمته الدفاع عن المستوطنة بحكم قربه منها، وقد اختبأ الجنود في غرفة الطعام وبدل الدفاع عن المستوطنة انشغلوا في النجاة بأنفسهم.

وأشارت القناة العبرية إلى أنه تم توجيه عدد من الوحدات الخاصة للمكان من بينها وحدة "سيرات متكال" الخاصة، لكنها كانت تصطدم في كل مرة بمقاومين في الطرق المؤدية للمستوطنة والذين كانوا يمنعون تقدمها فتغير مسارها، موضحة القناة أن جيش الاحتلال استهدف من خلال سلاح الجو بعض المقاومين ومعهم أسرى صهاينة خلال عودتهم لقطاع غزة، ومن بين القتلى في هذه الهجمات زوجة غادي موزس الذي أطلق سراحه هذا الأسبوع في عملية تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال.

التحقيق أوضح أيضا أن النتيجة كانت أن ربع مستوطني "نير عوز" إما قتلوا أو أسروا، وأن إحدى الدبابات تقدمت باتجاه المستوطنة لحماية المستوطنين، فتحول جنودها لقتلى وأسرى، وذلك في الوقت الذي فشلت فيه القبة الحديدية فشلت فشلا ذريعا في السابع من أكتوبر، حيث أن بطاريات القبة الحديدية أصبحت فارغة من الصواريخ خلال ساعات، وأن دخول المقاومين لمستوطنات غلاف غزة عطّل إمكانية تذخير بطاريات القبة الحديدية.

وفي وقت سابق، رفض جيش الاحتلال نشر نتائج التحقيق في معركة "نير عوز" التي وقعت يوم السابع من أكتوبر 2023، مشيرا إلى أن التحقيق لم يكتمل بعد، وتم تأجيل عرض التحقيق في معارك "نير عوز"، عقب الانتقادات الشديدة التي تلقاها الجيش بعد عرض التحقيق في معركة "بئيري" وأثار التقرير غضب جنود "شيلداغ" الذين كانوا أول قوة تصل إلى "بئيري" صباح معركة طوفان الأقصى وتركوا الموقع دون إذن.

وتوقع الصهاينة أن يكون تحقيق "نير عوز" من أصعب وأعقد التحقيقات، حيث أصبح رمزًا للخذلان في الهجوم المباغت يوم "السبت الأسود"، والذي اختُطف وقُتل فيه حوالي ربع سكان المستوطنة دون تدخل، ووصل أول جنود الاحتلال بعد مغادرة المقاومين، حيث قال المتحدث باسم جيش الاحتلال: إنه تم تأجيل تقديم التحقيق في معركة "نير عوز" إلى رئيس الأركان، لأنه لم يكتمل بعد، وبناءً على طلب فريق التحقيق بإجراء تحقيقات معمقة، سيتم تقديم التحقيق بشفافية إلى المجتمع الاستيطاني ومن ثم إلى الجمهور.