iconsHoverShake
iconsHoverShake
iconsHoverShake
iconsHoverShake
القدس
GMT
تقرير
صراع الجليد والنار.. مشهد احتراق الغزيين يتصدر السينما العالمية!
اﻷحد, 28 يوليو 2024
شارك الخبر
تقرير - خاص للأقصى

عشرة شهور وما زال قطاع غزة يكابد الويلات، فلا يكاد يمر يوم إلا وقد حصد معه أرواح العشرات، تاركا وراءهم قصصا تفطر القلب، لكنها على ما يبدو غير كافية لإذابة الجليد عن قلوب العالم.

فما بين كذب الاحتلال وصدق المشهد، صواريخ برميلية تسقط فوق رؤوس الآمنين، الذين ظنوا أنفسهم كذلك، بعد أن دعاهم "جيش الاحتلال النازي" للذهاب إلى مناطق ادعى أنها آمنة، فأثبتت بعد ذلك أنها ما كانت إلا مصيدة للأرواح.

في الجنة أحلى

 

WhatsApp Image 2024-07-28 at 4

"في الجنة الفستان أحلى يا حبيبتي، في الجنة الشنطة أحلى، وشبرات الشعر أحلى، وإنتي في الجنة عصفورة حلوة مش خسارة انتي في الجنة يا ماما"

بهذه الكلمات المقهورة، تحبس "أم أحمد قدورة" دموعها وهي تحدق بصورة ابنتها الطفلة، وفي مخيلتها صورة عائلتها كاملة التي أبادها الاحتلال.

زوجها رفيق عمرها، وأطفالها الأربعة، لكل واحد منهم في قلبها زاوية وحب وذكريات، تحاول لملمة جراح قلبها وجراح جسدها معًا فهي الناجية الوحيدة من مجزرة راح ضحيتها ٦٥ شهيدا من عائلة زوجها.

تعاين وجع قلبها وتصبر نفسها بأن اللقاء قريب لعلها تذهب لخالقها فتشكو مجرما ادعى أنه لا يقصف المدنيين! 

 

"طعميتها تفاح"

 

WhatsApp Image 2024-07-28 at 3

قصة مريم ليست الوحيدة من هذا النوع، فسبقها وتلاها العديد والعديد، حتى لا يكاد هناك متسع في الكتب لإحصاء تلك المآسي.

"أحمد شتات" طبيب من غزة، عاد لقطاع غزة بعد رحلة علم طويلة تنقل فيها بين الداخل والخارج، فتزوج ممن رأى فيها شريكة لروحه وحياته، طبيبة أيضا واسمها "دعاء" وكأن لها من اسمها نصيب في قلبه، فهي فتاة الأحلام التي لطالما دعا ربه أن يهبه إياها.

عرس عامر بالحب والفرحة، وعام بعده من الحياة الهانئة، تكلل بإنجاب ثمرة حبهما "زينة".

بيت صغير يضم بين جدرانه عائلة صغيرة بأحلام وطموحات كبيرة، لم يرد الاحتلال لها أن تتم، فأطلقت طائراته الغادرة صاروخا أصاب المنزل، فدمره.

يقول أحمد: "لم أعرف ماذا جرى.. فجأة وجدت نفسي محاطا بالركام والدخان، كنت أشعر بألم في قدمي وجميع أنحاء جسدي، لكني تناسيت ذلك كله، وقمت أبحث عن زوجتي وابنتي وأصرخ عليهما، استطعنا انتشال زوجتي بوضع صحي حرج، بينما صغيرتي لم نجدها تلك الليلة".

قضى أحمد ليلته تلك ما بين خوف وترقب على حالة زوجته الصعبة، وبين هلع ورعب على ابنته الطفلة التي لم يتجاوز عمرها بضعة شهور، والتي تدفنها ركام المنزل! 

في اليوم التالي تمكنت فرق الإنقاذ من إخراج طفلته شهيدة، فصبر واحتسب وواراها الثرى، واستبشر بتحسن طفيف على حالة زوجته.

يبتسم ابتسامة خفيفة ويقول: "شربتها ميا، وطعميتها تفاح".. لكنه لم يكن يعرف أنها في الحقيقة تودعه! فلم يكن ذلك الاستيقاظ إلا توديع المحب لحبيبه، ولم تكن نظرتها تلك إلى النظرة الأخيرة لوجه لطالما ضحك لها، فبعد أيام قليلة غادرت حب حياتها للقاء فلذة كبدها، تاركة أحمد وحيدا بين الشوق والحنين، لا يقويه إلا دعاءه: "ربي اجعلهما شفعائي يوم الحساب"

"آخر مرة أسمعها"

 

image (1) (2) (1)

وفي مشهد آخر، فقدت شهد القططي زوجها الذي أحبته حبا جما، وجنينها الذي كان شاهدا على حبهما العظيم.

كانوا اثنين وأمَّلوا نفسيهما بأن يصيروا ثلاثة، لكن ما لم يكن في الحسبان أن يصبحوا واحدا وحيدا! ففي فلسطين، يبذل الاحتلال كل جهده ليقتل كل فرحة ويدمر أي أمل.

كما حدث مع عائلة شتات، صاروخ غادر آخر يقصف المنزل الآمن، فيحيله إلى دمار. 

تختنق شهد أسفل الأنقاض، ولا تدري أي حال أصابتها، لم تشعر  بقدمها ولم تستطع حتى أن تلقي نظرة عليها لترى حالتها، إلا أنه وفي أحلك اللحظات تلك، يتراود إلى مسمعها صوت دافئ لطالما لهف قلبها لسماعه، ألا وهو اسمها من فم زوجها.

تقول: "الناس كانت تشهد على حبنا وعلاقتنا وما زالت تشهد، لدرجة إنو بآخر دقايق وقت القصف نادينا على بعض، لكن ما كنت بعرف انو هادي حتكون آخر مرة أسمع فيها اسمي منك.. شهد".

أفاقت شهد بعد ذلك المشهد لتجد أنها خسرت جنينها وخسرت زوجها وخسرت فوق تلك الخسارة العظيمة قدمها، لكنها رغم ذلك كله لم تخسر ابتسامتها، فمن وسط الألم يتحلى الفلسطيني بإيمانه ليجد فيه بلسما لجراحه الغائرة.

جنين من رحم شهيدة

 

WhatsApp Image 2024-07-28 at 3

وعن رحمة الله في عباده، وبديع كتابه، أخرج الحي من الميت.. ففي قصة عجيبة، تمكن الأطباء من إنقاذ حياة جنين في بطن أمه الشهيدة.

قصف جديد غادر على بيوت المدنيين، أدى لارتقاء عدد من الشهداء من بينهم الشهيدة شيماء قنن ذات الـ 23 عاما، والتي كانت حاملا في شهرها الأخير.

تفطن الأطباء لذلك، فأجروا لها عملية جراحية سريعة، تمكنوا خلالها من إخراج الجنين على قيد الحياة.. ليكون بمثابة أمل جديد بأن الفلسطينيين لن ينتهوا وسيبقوا شوكة في حلق الاحتلال حتى زواله.

ما بين الجليد والنار

 

WhatsApp Image 2024-07-28 at 5

مآسٍ كثيرة، وإرهاب لا يتوقف من دولة تزعم أن جيشها الأكثر أخلاقية، إلا أن هذا العدوان كشف زيفه للعالم أجمع، ورغم كل تلك الشواهد الموثقة والواضحة، وقف المجرم نتنياهو أمام الكونغرس ليروج لسلسلة من الأكاذيب ادعى فيها أنه لا يقتل المدنيين، وأن عدد الضحايا هو الأقل مقارنة بحروب المدن، ليقابله أعضاء الكونغرس بالتصفيق الحار الذي لم يتوقف!

أكاذيب كذَّبَتْها وزارة الصحة الفلسطينية، التي كشفت حسب إحصائيتها الرسمية عن ارتقاء 39400 شهيد، و 90800 مصاب.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن عدد الشهداء الأطفال وصل إلى 16251 شهيدا، ومن النساء 10921 شهيدة، فيما لقى 35 فلسطينيين مصرعهم نتيجة المجاعة الغذائية المستمرة نتيجة إغلاق الاحتلال المعابر ومنعه إدخال المساعدات.

أرقام ضخمة، تكشف عن نازية هذا الاحتلال وحقده الدفين، إلا أنه يكشف أيضا حقيقة هذا العالم العنصري مزدوج المعايير!

ففي مسلسل صراع العروش الأمريكي، المقتبس من رواية أغنية الجليد والنار، تفاعل العالم مع مشهدٍ سينمائي خيالي، حين أحرقت الممثلة التي لعبت دور أم التناينن "دينيريس" مدينة "كينغز لاند" بالكامل دون رحمة، وانفطرت قلوبهم لمشهد النساء والأطفال وهم يحترقون وتدمر منازلهم، والتنين الضخم يتجبر عليهم مستغلا فارق القوة العظيمة بينه وبين سكان المدينة! في حين لم يلتفت أحد منهم لذات المشهد الحقيقي بل وبشكل أفظع، وهو الذي يحدث الآن في غزة، فنتنياهو بطائرات جيشه الحربية فتك وحرق قطاع غزة بالكامل، ولم يكتفِ بالحرق والدمار، بل دخل الأحياء وحاصر العائلات وأعدم أفرادها، وجنوده قتلوا الأطفال على سبيل التسلية باعترافهم، وفجروا وهم سُكارى مربعات سكنية بأكملها، وأطلقوا كلابهم الشرسة فنهشوا أجساد كبار السن العزل، فيما تكفلت طائراته أيضا بتمزيق الأجساد وجز الرؤوس، وتشريد الناس، وقد وثقت كاميرات الصحفيين كل أجزاء المشهد بكل ما فيه من مأساة، ولكن لم يتجرأ أحد على لوم المجرم، بل تمادوا أكثر ليلوموا الضحية!

مشهد بكل ما فيه من فظائع لم يذب جليد قلوب زعماء العالم، بل بدا الأمر وكأنه عرض ممتع، يشاهدونه في السينما العالمية!

عرض مليء برؤوس أطفال مقطوعة، وبيوت مدمرة وأحياء ممسوحة، وصرخات أمهات وبكاء رجال وأنين مرضى وجوع أسرى وصرخات استغاثة تثير دهشتهم فيقابلوها "بتصفيق حار" لمجرم الحرب الملطخة يداه بالدماء والمولع قلبه بالقتل والدمار.

نسخ الرابط
فلسطين
غزة
القدس
روابط هامة
الترددات
في حال عدم ظهور القناة يرجى إعادة البحث عنها من خلال جهاز الاستقبال على القمر الصناعي