نظمت فصائل العمل الوطني والإسلامي في غزة، مساء الخميس، وقفةً جماهيرية دعمًا وشكرًا للشعب الليبي الذي خرج رفضًا للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني ومساندةً للشعب الفلسطيني.
واحتشد ممثلون عن الفصائل والوجهاء والمخاتير وشخصيات اعتبارية ووطنية بساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، ورددوا هتافات منددة بلقاء وزيرة خارجية ليبيا المقالة نجلاء المنقوش مع نظيرها الصهيوني (إيلي كوهين) في إيطاليا قبل أسبوع، وأخرى داعمة للشعب الليبي الرافض للتطبيع.
وقال رئيس الدائرة السياسية بحركة حماس باسم نعيم في كلمة ممثلة عن فصائل العمل الوطني والإسلامي: "تصدمنا الأخبار والتسريبات التي تتحدث عن محاولات البعض من أبناء جلدتنا العرب لقاء قادة الاحتلال سرًا".
وتساءل نعيم: "كيف تجرأ البعض على لقاء من أياديهم تقطر دمًا بجرائم ارتكبوها بحق أبنائنا ونسائنا؟ ألا تعلم الوزيرة الليبية المقالة أن أبناء عمر المختار تحركوا من كل القرى والمدن الليبية وقطعوا آلاف الأميال ليصلوا إلى فلسطين إبان النكبة ليقاتلوا على كل الجبهات في عام 1948؟".
وأضاف "هل نسيت الوزيرة المقالة أن 108 من الليبيين الأبرياء قتلتهم (إسرائيل) حين أسقطت طائرتهم في الأجواء المصرية عام 1973؟ هل يعقل أن تلتقي وزيرة الخارجية الليبية المقالة التي تمثل ثورة شعب من أجل الحرية والكرامة مع عصابة من القتلة والفاشيين والعنصريين؟".
وذكر نعيم أن الحكومة الحالية في الكيان الصهيوني هي أكثر الحكومات تطرفًا وعنصرية منذ نشأته، مستهجنًا بقوله: "هل يعقل أن يمد البعض للكيان حبل النجاة وهو يعيش أسوأ أيامه وهو يسقط من الداخل ومفكك ومعزول ومأزوم؟".
وأوضح أن "ما يحدث اليوم تحت ما يسمى التطبيع أو الاتفاقيات الإبراهيمية هو انقلاب حقيقي ورده على المنطقة وتاريخها ومستقبلها لصالح شرعنة الكيان".
وأكد نعيم أن "اللقاء التطبيعي يُشكل ضربة قاسمة للأمن القومي العربي المشترك، ويشكل النسخة الجديدة لما يسمى التطبيع تحت اسم الاتفاقيات الابراهيمية التي ليس لها هدف سوى شرعنة الكيان ودمجه بالمنطقة، دون المرور بالفلسطينيين وحقوقهم المشروعة".
وبين أن "ما يخفف من الألم والصدمة بعد سماع الأخبار المشينة حول لقاء وزيرة مقالة ووزير خارجية الاحتلال، المشاهد العفوية والقوية لكل أبناء الشعب ليبي المجاهد، وهم يخرجون بالشوارع من أجل التعبير عن غضبهم ورفضهم لهذه الخطوة المشينة".
وسجل القيادي في حماس "اعتزاز شعبنا لردة الفعل الليبية المشرفة الشعبية والرسمية ضد هذا اللقاء، والتي تعبر عن أصالة الشعب الليبي العريق المسلم وضميره الحي، بما يثبت لنا مرة أخرى أن الرهان على الشعوب في معركة صد الكيان وعزله على طريق تفكيكه واقتلاعه من أرضنا هو رهان في مكانه الصحيح".
وشدد على أن "كل محاولات الاحتلال ومن يدعمه في اختراق هذا الجدار السميك ستبوء بالفشل"، متوقعًا أن "يضع الشعب الليبي المجاهد وقواه الحية بعد الحادثة حدًا نهائيًا لكل محاولات التطبيع سواء أشخاص أو مؤسسات أهلية ورسمية".
وأكد أن "التطبيع مع الاحتلال خطيئة لا تبررها أي حجة، ويشكل خطر أكيدًا ليس على قضيتنا فحسب؛ بل على المنطقة برمتها وحاضرها ومستقبلها".
وأوضح نعيم أن "كل تجارب التطبيع السابقة لم تجلب لأصحابها إلاّ مزيدًا من التبعية للمستعمر، والتدهور والتخلف الاقتصادي.
وذكر أن "شعبنا في معركته للدفاع عن المقدسات ينتظر من الجميع في العالم العربي والإسلامي الدعم والنصرة والتأييد بكل الوسائل والأدوات المتاحة".
وطالب الدول العربية والإسلامية وكل مكوناتها بـ"التوافق على استراتيجية متماسكة لصد هذه الهجمة الصهيونية الجديدة لاختراق المنطقة، ومحاسبة كل من يروج لذلك".
ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لإعادة تفعل مكاتب المقاطعة في المنظمتين، وتفعيل أنظمة لوائح بهذا الخصوص، والتي ما زالت تُجرّم كل من يطبع مع الاحتلال.