جنين القسام احتضنت المقاومة على مرّ سنوات، وتقدمت على جميع المدن الفلسطينية في العمل المقاوم، موقعة أكبر الخسائر بالاحتلال الصهيوني، وشكّلت أيقونة للمقاومة والتحدي في الضفة المحتلة.

يتواصل العدوان على مدينة جنين ومخيمها، والذي يشنه الاحتلال الصهيوني منذ فجر أمس الاثنين، ضمن عملية عسكرية واسعة أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من أبطال المخيم، تخلله قصف جوي لعدة أهداف، واقتحامات ومداهمات لمنازل المواطنين.

نموذج للبطولة

شهد المخيم على حكاية مقاومةِ شعبٍ حطّم كل محاولات التصفية التي تعرض ويتعرض لها، فمنذ بداية العدوان، ورغم القصف الجوي المكثف؛ إلا أن ضربات القسام والمقاومة تواصلت وتمكن المجاهدون من تنفيذ عمليات نوعية استهدفت جنود الاحتلال على أكثر من محور لمنع تقدمهم داخل المخيم.

وبالتزامن، استدرج مجاهدو القسام جنود الاحتلال من وحدة "ايغوز" إلى كمين محكم قرب مسجد الأنصار بمخيم جنين، وتمكنوا من استهدافهم بشكل مباشر ليوقعوا فيهم إصابات محققة.

وخلال الاجتياح المستمر لليوم الثاني، أمطر مجاهدو القسام قوات الاحتلال في محيط المخيم بصليات من الرصاص، كما فجّروا عددًا من العبوات الناسفة في الآليات العسكرية، واستهدفوا الجيبات بالأكواع المتفجرة محلية الصنع.

معقل المقاومة

مشاهد العزّ المتجددة، أعادت للذاكرة صفحات البطولة التي خاضها مجاهدو القسام في مواجهة العدو خلال انتفاضة الأقصى، حيث كان مخيم جنين معقلًا وحصنًا للمقاومة، وانطلقت منه الخلايا الأولى لكتائب القسام التي نفذت سلسلة عمليات ضد الاحتلال.

شهد العدوان على جنين آنذاك، محطات بارزة أبدعت خلالها كتائب القسام في تنفيذ هجمات جريئة بأسلحة بسيطة وبوضع خطط عسكرية أربكت قوات الاحتلال.

ومن أكثر العمليات العسكرية شجاعة، الكمين المحكم الذي قاده الشهيدان القساميان الأخوان محمد وأحمد الفايد، والشهيد نضال النوباني في التاسع من إبريل من عام 2002م والمعروف باسم "كمين الموت"، وأسفر عن مقتل 13 جنديًا صهيونيًا وإصابة 15 جندياً آخرين.

مرت السنوات وما زالت قوات الاحتلال تئن تحت ضربات القسام كلما اجتاحت أرتالها المخيم، وما زالت الأجيال تتعاقب بوصيةٍ واحدة ألا وهي استمرار المقاومة حتى دحر الاحتلال.

العدوان سيفشل

بدوره، أكد القيادي في حركة حماس مشير المصري على أنّ العدوان على جنين سيفشل، مشددًا بأن الاحتلال لن يستطيع حسم المعركة ضد المقاومة.

وقال المصري في حديث خاص لموقع القسام: "الاحتلال يحاول التغطية على فشله، والمقاومة وعلى رأسها كتائب القسام لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم".

وأضاف "أثبتت جنين على مر التاريخ أنها عصية على الكسر، ومحاولات استئصالها من خلال تبادل الأدوار ما بين الاحتلال الصهيوني وأجهزة السلطة، تتكسر على صخرة إرادة هذا الجيل الذي اختار طريقه".

وتوجه بالتحية إلى المقاومة في جنين وهي تسطر أروع ملاحم البطولة والفداء وتقف للعدو بالمرصاد وتصنع هيبة الفلسطيني العنيد.

وها هي تمضي الأَيام وتبقى جنين عاصمة المقاومة، تسجل قفزاتها النوعية في مواجهة العدو، رغم أَنف المنسقين أَمنيًا ورغم أنف كيان الاحتلال الغاصب.