يوم واحد فقط يفصل الأسير القائد ماهر يونس (65 عامًا) من بلدة عارة بالداخل المحتل عن الحرية بعد أن أمضى أربعة عقود (40 عامًا) في سجون الاحتلال.

والأسير القائد ماهر يونس معتقل منذ عام 1983 وأصدرت محاكم الاحتلال في حينه قرارًا بإعدامه، وبعد شهر تم تعديل القرار وتحويله للسجن المؤبد، وفي عام 2012 تم تحديد المؤبد له بأربعين عامًا.

"سأولد من جديد"

وبعث الأسير ماهر يونس (65 عامًا)، رسالة لأبناء شعبنا الفلسطينيّ، عشيّة تحرّره، أكد فيها انتظاره للحظة تحرره، واصفا تحرّره المرتقب بأنه "ولادة من جديد".

وقال يونس في رسالته: "تحية لكل من قال أنا فلسطيني حر، أتطلع إلى لقائكم بكل حب ووفاء، وأنتظر تلك اللحظة التي أكون فيها حرًا بينكم، بعد أن ملّت الأيام والسنوات من وجودي خلف القضبان".

وأضاف أنه "متشوق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين، ومتحمس لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة، لنلتف سويا حول قضايانا ومستقبلنا، فأنا قدمت لوطني وضحيت لأجل شعبي، ها أنا ما زلت حيا، وقادر أن أعيش، فبعد يومين سأولد من جديد".

الاحتلال ينغّص الفرحة

وبالتزامن مع اقتراب تحرر الأسير يونس، اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال منزله في قرية عرعرة، وانسحبت بعد فترة قصيرة، في محاولة لترهيب ذويه وثنيهم عن الاحتفال بتحرره المرتقب.

وقالت وزارة الأسرى والمحررين بغزة إن الاحتلال يحاول القضاء على أي مظاهر للفرح واستقبال الأسير ماهر من خلال الضغط على عائلته وتهديده.

وكذلك أفاد مكتب إعلام الأسرى، بأن إدارة سجون الاحتلال أعادت الأسير ماهر يونس إلى سجن النقب، بعد نقله صباح اليوم للتحقيق.

"كريم وماهر" يونس

والأسير ماهر يونس من قرية عارة في الداخل المحتل، ويعد أقدم أسير فلسطيني حاليا حيث أمضى فترة اعتقاله كاملة والتي بلغت (٤٠ عامًا)، واعتقل في ١٨ يناير ١٩٨٣ بعد اتهامه بقتل جندي صهيوني، وهو ابن عم عميد الأسرى السابق كريم.

وتسلم الأسير ماهر يونس راية عمادة الأسرى من ابن عمه المحرر كريم يونس، والذي أفرج عنه مطلع هذا الشهر، بعد أن قضى كلاهما (40) عامًا في سجون الاحتلال.

دعوات لاستقبال وطني

من ناحيتها دعت وزارة الأسرى والمحررين بغزة أبناء شعبنا في الداخل والضفة الغربية لاستقبال الأسير ماهر استقبالاً يليق بتضحياته وعطائه.

كما دعت جمعية واعد للأسرى أبناء شعبنا في كل أماكن وجوده لاستقبال وطني يليق "بهذه القامة الوطنية في وقت يحاول فيه الاحتلال تقييد ومنع المظاهر الاحتفالية في بلدة عارة ومناطق الداخل المحتل".

وقالت:" الجماهير الفلسطينية على موعد يوم الخميس القادم مع الإفراج عن عميد الأسرى القائد الأسير ماهر عبد اللطيف يونس".

وكانت قوات الاحتلال تعمّدت الإفراج عن الأسير كريم يونس في منطقة بعيدة عن مكان استقباله، حيث نقلته بسيارة خاصة من سجن هداريم إلى محطة للحافلات في مدينة رعنانا شمالي تل الربيع المحتلة، في محاولة منها لسرقة فرحة الإفراج، وإفساد مظاهر الاحتفال بخروجه من السجن.