أولت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" علاقاتها السياسية مع جميع الدول أهمية كبيرة، وتبنت منذ انطلاقتها عام 1987 سياسة ثابتة بالانفتاح على مكونات الأمة كافة، ودول العالم، بما يخدم الحقوق والقضية الفلسطينية.
وتسعى حركة حماس وفق ما أكدته في وثيقتها السياسية إلى بناء علاقات متوازنة، يكون معيارها الجمع بين متطلبات القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني، وبين مصلحةِ الأمَّة ونهضتها وأمنها.
وتؤمن حماس بالتعاون مع جميع الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، أو الدخول في النزاعات والصراعات بينها، وتتبنى سياسة الانفتاح على مختلف دول العالم، وخاصة العربية والإسلامية.
التوازن والانفتاح
ويؤكد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس د. خليل الحية أن العلاقات السياسية للحركة مع الدول قائمة على التوازن والانفتاح لحشد الدعم والسعي لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على أنها قضية شعب تحت الاحتلال تحتاج دعم كل المناصرين والمؤمنين بالحق الفلسطيني.
ويشدد الحية على أن الحركة حرصت منذ تأسيسها على إنشاء علاقات سياسية مع كل الدول التي سمحت بذلك وبالشكل وبالطريقة التي ترغبها، مشيرًا إلى أن حماس تتمتع بعلاقات متميزة مع كثير من الدول رسميًا وشعبيًا.
ويشير إلى أنه في كل زيارة نتحدث عن همّ الشعب الفلسطيني وآفاق القضية الفلسطينية، وما هي أدوات الدعم المطلوبة من هذه الدولة أو هذه الجهة.
علاقات واسعة
نجحت الحركة في تكوين علاقات سياسية واسعة مع مختلف الدول والأحزاب والمستويات الشعبية في المنطقة والعالم بما يخدم الحقوق والثوابت الفلسطينية، وانطلقت تجوب العالم لإيصال رواية الفلسطيني الثائر الذي يسعى إلى حرية وطنه والتخلص من الاحتلال.
وتمتلك حركة حماس اليوم علاقات سياسية واسعة ووازنة مع العديد من الدول في العالم والأقاليم، قائمة على تحشيد أكبر دعم لحقوق شعبنا وقضيته العادلة، وتعزيز روايته في المحافل الدولية كافة.
وتحرص الحركة على بناء علاقات سياسية قائمة على نقاط الالتقاء والعمل لتعزيزها وتوسيعها مهما كانت التباينات الأخرى، وترى أن تحالفاتها تهدف إلى خدمة المقاومة وقضيتنا الفلسطينية، وأن المقاومة هدفها فلسطين وليس لديها معركة خارجها.
وتؤكد أن قضية فلسطين حاضرة وبقوة في كل الحوارات السياسية مع الدول والأحزاب، وهي محور ارتكاز السياسة في المنطقة، وتحرص على تفعيلها وتنشيط التضامن والتفاعل معها ومواجهة زحف التطبيع في المنطقة.
وبنت حركة حماس علاقاتها السياسية على المستويين الشعبي والرسمي، بطريقة تحافظ فيها على علاقاتها مع الدولة ومؤسساتها، كما أقامت علاقات على المستوى الشعبي إدراكًا من الحركة لأهمية هذه العلاقات الشعبية، ونجحت في تحقيق ذلك من خلال الوضوح في علاقاتها، وكانت سياسة الحركة الثابتة بعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول عاملًا مهما في نجاحها في بناء علاقات رسمية وشعبية في آن واحد.
استقلالية قرارها
وحرصت الحركة في بناء علاقاتها السياسية على استقلالية قراراها مع انتمائها للأمة، ورفض التبعية، أو أن تكون تحت جناح طرف أو فريق مهما كانت حالة الانسجام والتوافق وحسن العلاقة، ورفضت بناء أيّ شكل من العلاقات على قاعدة التوظيف السياسي لها أو لأدائها لصالح أجندات قد تتعارض مع مبادئها، أو مع مصالح الأمة أو مع مصلحة إنسانية عامة.
ونجحت الحركة في نحت تجربة جديدة في بناء وإدارة العلاقات السياسية، تتعامل فيها مع الواقع بكل مكوناته، ومع احتياجات العمل السياسي بتفاصيله، دون أن يكون ذلك متناقضًا أو متعارضًا مع منظومة القيم والأخلاق والضوابط الإسلامية.
وبالرغم من الحصار السياسي المفروض على حركة حماس منذ نجاحها في الانتخابات التشريعية عام 2006، استطاعت الحركة تطوير علاقاتها السياسية مع العديد من الدول في الساحة الدولية والإقليمية.
وتعتبر حركة حماس العامل الأساسي في العلاقات الدولية هو امتلاك القوة، من حيث الارتباط بشعبنا الفلسطيني وحقوقه الأصيلة الثابتة، والقوة في عمق الانتماء والارتباط بأمتنا كعمق استراتيجي، وكذلك القوة في مواجهة الاحتلال الصهيوني الجاثم على أرضنا الفلسطينية.
وخلال مسيرتها الطويلة المليئة بالتحديات والصعاب، نجحت حركة حماس في تقديم خطاب سياسي متمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية، منسجما مع القانون الدولي من حيث حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وبعد مرور 35 عاما على انطلاقة حماس، تمتلك الحركة اليوم علاقات سياسية واسعة في الساحة الإقليمية والدولية، وتنطلق منها في الدفاع عن شعبنا ونقل قضيته العادلة إلى كل الساحات والمحافل، وستبقى الأمينة على حقوق شعبنا وثوابته، وصولًا إلى دحر الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية.