استنكر خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، الحملة التي تشنها جماعات المستوطنين ضد الشخصيات المقدسية، وتطالب باعتقالهم، بتهمة "التحريض على مواجهة اقتحامات الأقصى، وزيارة عوائل الشهداء".
وقال الشيخ صبري إن هذه الحملة التحريضية تستهدف كل من يقف في وجه مخططات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، مضيفا: "نحن نعتبر ما نقوم به هو واجبنا، ولا نكترث لهذه الحملات اليمينية المسعورة".
وعدّ هذه الحملة بمثابة "حرب أعصاب بحقنا حتى نتراجع عن مواقفنا الإيمانية تجاه الأقصى وقضيتنا، لكننا نقف مواقف ثابتة تستند إلى حقنا الشرعي المستمد من الله عز وجل".
وأوضح أن الجماعات المتطرفة وقوات الاحتلال باستهدافها للشخصيات المقدسية تُركز على كل ما له علاقة بالمسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن الاحتلال يغض النظر عن المحرضين والمشوشين على الفلسطينيين.
واعتبر التهديدات المتطرفة بأنها تُشجع المستوطنين على الاستمرار باقتحام المسجد الأقصى، فهم يُراهنون على أن نتراجع عن مواقفنا تجاه الأقصى.
وشدد على عدم تراجع الشخصيات المقدسية عن مواقفهم الدينية والاستراتيجية الثابتة، رغم كل ما يقومون به من تشويش يستهدفهم.
ولفت إلى أن الاحتلال هو الذي يُوعز لهؤلاء المتطرفين بشن الحملة التحريضية حتى لا تكون هي ظاهرة للعيان، و"للإيهام بأن ما يقومون به هؤلاء حرية رأي وديمقراطية".
وأكد أن الجماعات المتطرفة كثفت من اقتحاماتها للمسجد الأقصى، وتواصل حشد أنصارها لأجل تنفيذ اقتحامات مركزية للمسجد فيما يسمى "عيد الحانوكا" اليهودي المقبل.
وبين أن الجماعات اليهودية المتطرفة هي من تحكم الشارع الإسرائيلي وتُوجهه وتضغط على حكومة الاحتلال وتقودها إلى ما تريد تحقيقه.
وسبق أن تعرض الشيخ صبري لانتهاكات وتضييقات صهيونية، ولحملات يمينية تحريضية ضد اعتقاله وقتله، على خلفية مواقفه الثابتة تجاه المسجد الأقصى، وتصريحاته الرافضة للاحتلال، والمنددة بانتهاكاته بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.
وخلال السنوات الأخيرة، تعرض للاعتقال والاستدعاء للتحقيق عدة مرات، والإبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه عدة أشهر، ومنع السفر خارج البلاد، وأيضًا منع التواصل مع شخصيات فلسطينية من الداخل المحتل.