نظمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومكتب إعلام الأسرى حفل تكريم 77 أسيرًا حافظًا لكتاب الله تعالى داخل سجون الاحتلال في مدينة غزة اليوم الخميس تحت شعار "أهل القرآن خلف القضبان"، بحضور شعبي وفصائلي وشخصيات وطنية واعتبارية.
وتخلل الحفل العديد من الفقرات أهمها رسالة الأسرى حفظة كتاب الله، وكلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وكلمة لكتائب القسام، وكلمة لأحد أعضاء المكتب السياسي في الحركة.
رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية
قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إن أسرانا يعوّضون بحفظ القرآن الكريم، غيابهم عن ساحات المسجد الأقصى المبارك وليالي القدر في رحاب المساجد؛ هذا هو قمة الصدق مع الله سبحانه وتعالى.
وأضاف هنية: "نقول للأسرى إن انتظار الفرج عبادة ومقاومينا يعملون ليل نهار لتحريركم".
وتابع: "الأسرى على جادة الصواب وفي موروثات النبوة، ونحن نحتفي بالأسرى الحافظين لكتاب الله رغم عتمة السجون".
وهنأ هنية الأسرى الحفظة، وقال: "في هذا المقام العظيم الذي ينتصر فيه أسرانا بالاستعلاء الإيماني والقرآني على سجانيهم ومعتقلاتهم، لا يسعنا إلا أن نهنئكم جميعًا أيها الحفظة لكتاب الله تعالى، ونشد على أياديكم وأعيد لكم العهد والوعد بالعودة إلى الأهل والديار بإذن الله".
وأردف: "أنتم تضيئون النور وتسيرون في نور الله عز وجل رغم ما يحيط بكم من مؤامرات وظلمات، واليوم نحتفي بكم وضفتنا "ضفة العياش" تلتهب تحت أقدام الغزاة وإخوانكم في غزة يرابطون في الثغور ينتظرون الوثبة الكبرى على هذا المحتل".
وأَضاف: "نحتفي بكم وأهلكم في داخل فلسطين المحتلة يتمسكون بحقهم بهويتهم وشعبكم في المنافي والشتات يتغنى بكم بأسمائكم يصّر على رفع شأنكم ورايتكم في كل الميادين".
كتائب الشهيد عز الدين القسام
أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها لن تسمح للعدو بأن يتسلط على الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.
وأضافت الكتائب، أنها ترفض أن تكون قضية الأسرى مادة دعائية ومجالًا للمزايدات، موضحةً أنها تتابع عن كثبت التطورات والتغيرات التي ستحلق بالحركة الأسيرة في ظل تشكيل حكومة صهيونية متطرفة.
وقال القيادي في كتائب القسام أبو حمزة، "ستبقى قضيتكم على رأس أولوياتنا وفي مقدمة أجندتنا ونحن لا نتكلم بالوعود بل نسعى لتحقيقه بكل السبل الممكنة".
وأكد "لن نترك الأسرى يخوضون معركتهم وحدهم ونحذر العدو من مغبة ارتكاب أية حماقة تستهدف الأسرى داخل السجون ونعتبر قضية الأسرى خطّا أحمر".
ولفت إلى أن كتائب القسام ستدافع عن الأسرى بكل وسيلة ممكنة حتى ولو اضطررنا لكسر أقفال الزنازين بأيدينا والأيام ستثبت صدق قولنا وفعلنا.
وقال القيادي في كتائب القسام: "عملنا منذ بداية الطريق على تحرير الأسرى، خطفنا الجنود وحققنا صفقة وفاء الأحرار، مشيرا إلى أن العالم الظالم ينحاز إلى الاحتلال ويتباكى على جنود الأسرى لدينا، بينما يتجاهل معاناة آلاف الأسرى والأسيرات.
وأضاف "نحتفل اليوم بثلة صابرة محتسبة متحدية للسجن والسجان أراد العدو لهم التغييب والاندثار لكن أسرانا يثبتون اليوم وكل يوم أن بصمتهم".
عضو المكتب السياسي ورئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس علي العمودي
باركت الهيئة القيادية العليا للأسرى الحفاظ، في بيان ألقاه الأسير المحرر علي العمودي عضو المكتب السياسي ورئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس.
وجاء في بيان الهيئة، اليوم في هذا الحفل المبارك ببركة الجهاد والقرآن، لنكرم أبناءنا من حفظة كتاب الله من الأسرى المجاهدين، الذين سعوا ليكونوا شفعاء لأهليهم بنيل الشهادة في سبيل الله، وعندما قدر الله لهم الأسر؛ ليؤخرهم لمعركة أخرى قدرها بحكمته البالغة، استمروا بالإعداد داخل الأسر، وتزودوا بخير زاد، ألا وهو القرآن الكريم، كتاب الله العزيز، وانكبوا عليه حفظًا وفهمًا وتفسيرًا وتلاوةً، لإدراكهم أنه السبيل الآخر لإلباس أهلهم تاج الوقار، وهو خير سلاح لمواجهة تحديات الأسر خصوصًا والحياة عمومًا، فكانوا كما أراد الله لهم، يحملون القرآن بيدهم، وباليد الأخرى السلاح.
وتابعت "إنه لمن دواعي فخرنا أن نقدم لكم هذه الثلة الصابرة المتشوقة للحرية المنشودة والموعودة بإذن الله، والتي ستُحقق قريبًا على أيدي إخوة الجهاد والرباط في أرض الجهاد والمقاومة غزة العزة".
وشددت على أن هذه الثلة المتقدمة من أبناء حركتنا داخل الأسر التي استطاعت إتمام حفظ القرآن، تمثل نموذجًا يحتذى به داخل الأسر وخارجه، قائلة: لقد نفذوا وصية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، فكانوا نموذجًا نباهي به أمام المحب، ونغيظ به كل حاقد من أعدائنا المجرمين ومن عاونهم؛ فإن استطاع المحتل أسر أجسادنا فإنه لن يستطيع أن يأسر عزمنا وإرادتنا وإبداعنا.
وأكملت "إنه لمن دواعي فخرنا أيضًا أن يكون هذا الحفل المبارك برعاية مباركة من حركتنا وكتائبنا المظفرة، والتي نثق كل الثقة بأن الله سيكتب لنا الحرية على أيديهم قريبًا، لأنهم أهل الوفاء بالوعود، فكما أوفوا بالعهد الأول في صفقة وفاء الأحرار الأولى، سيوفون بعهدهم مجددًا في صفقة وفاء الأحرار الثانية، لنجتمع سويًّا في ساحات الجهاد والمقاومة مرةً أخرى لندخل سويًّا المسجد الأقصى فاتحين مكبرين".
وأبرقت الهيئة في هذه المناسبة، بأحر التهاني والتبريكات إلى عوائل الأسرى الحفظة المحتفى بهم بهذا الإنجاز الطيب الذي أنعم الله به على أبنائهم وأبنائنا، بإتمام حفظ كتاب الله عز وجل، ليكون شفيعًا لهم بإذن الله يوم لقاء الله، وليلبسوا ذويهم تاج الوقار.
كما شكرت كل من ساهم في إنجاح هذا الحفل المبارك من مؤسسات وشخصيات عملت في الخفاء، والذين تكللت جهودهم بالنجاح في تكريم حفظة كتاب الله من الأسرى الأحرار، وخصت بالذكر المجاهد الأستاذ أبو العبد هنية رئيس حركة حماس، والإخوة في مكتب إعلام الأسرى، ودار القرآن الكريم والسنة بغزة.
وتوجهت الهيئة للجميع بالقول "أن كونوا كما عهدناكم دومًا سندًا لنا في معركتنا التي نخوضها في الأسر، والتي نظن أن أحد فصولها سيكون قريبًا في مواجهة وزيرهم الحاقد الأرعن "بن جفير"، هذا النكرة الذي يطلق تهديداته شرقًا وغربًا، ظانًّا أننا لقمة سائغة أو مسرح تنافس انتخابي يمكن أن يرفع من حضوره في مجتمع الحقد والعدوان الصهيوني، وله في تجربة أردان السابقة عبرة وعظة".
ودعت بقية الأسرى للانضمام إلى أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، ليكون لهم خير زاد في مواجهة السجن وقسوته، وليكون شفيعًا لهم في اليوم الموعود.
مكتب إعلام الأسرى
مدير مكتب إعلام الأسرى أحمد القدرة، أكد أن رسالة حفل تكريم الأسرى حفظة كتاب الله تعالى، هي أن فلسطين لن تحرر إلا بلغة القرآن الكريم.
وقال القدرة، يتم اليوم تكريم الأسرى حفظة كتاب الله تعالى في حدث كبير يسجل في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة وصفحات الشرف لدى شعبنا الفلسطيني.
وأكد أن أسرانا الأبطال استطاعوا تحويل سجون الاحتلال إلى معاهد ومساجد ومراكز وجامعات كسرت جبروت السجان، مشيرا إلى أن نحو 200 أسير حصلوا على دورات تأهيلية وعليا في تجويد القرآن الكريم.
وشدد على أن حفظ القرآن الكريم وتدارسه في سجون الاحتلال هو وسيلة الأسرى في مواجهة آلة القهر والإرهاب الصهيونية، مستدركا بالقول "نحتفل اليوم بالأسرى الحُفاظ ونحن على أمل لقائهم والاحتفال بهم أحراراً".
وأشار إلى أن الأسرى أنجزوا خلال هذا العام العديد من المسابقات الفكرية والثقافية والسياسية والأدبية داخل سجون الاحتلال، كما أصدروا عددا من الكتب والأبحاث والإنتاجات الأدبية المختلفة.
وختم قائلا "الأسرى هم الخزان الوطني والفكري للشعب الفلسطيني، وهذا يحتم على الجميع العمل المتواصل من أجل تحريرهم من الأسر".